تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{صٓۚ وَٱلۡقُرۡءَانِ ذِي ٱلذِّكۡرِ} (1)

مقدمة السورة:

تفسير سورة ص وهي مكية

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ : { ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ } :

هذا بيان من اللّه تعالى لحال القرآن ، وحال المكذبين به معه ومع من جاء به ، فقال : { ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ } أي : ذي القدر العظيم والشرف ، المُذَكِّرِ للعباد كل ما يحتاجون إليه من العلم ، بأسماء اللّه وصفاته وأفعاله ، ومن العلم بأحكام اللّه الشرعية ، ومن العلم بأحكام المعاد والجزاء ، فهو مذكر لهم في أصول دينهم وفروعه .

وهنا لا يحتاج إلى ذكر المقسم عليه ، فإن حقيقة الأمر ، أن المقسم به وعليه شيء واحد ، وهو هذا القرآن ، الموصوف بهذا الوصف الجليل ، فإذا كان القرآن بهذا الوصف ، علم ضرورة العباد إليه ، فوق كل ضرورة ، وكان الواجب عليهم تَلقِّيه بالإيمان والتصديق ، والإقبال على استخراج ما يتذكر به منه .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{صٓۚ وَٱلۡقُرۡءَانِ ذِي ٱلذِّكۡرِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة ص مكية وآياتها ثمان وثمانون .

قوله تعالى : { ص } قيل : هو قسم ، وقيل : اسم للسورة كما ذكرنا في سائر حروف التهجي في أوائل السور . وقال محمد بن كعب القرظي : ( ( ص ) ) مفتاح اسم الصمد ، وصادق الوعد . وقال الضحاك : معناه صدق الله . وروى عن ابن عباس رضي الله عنهما : صدق محمد صلى الله عليه وسلم . { والقرآن ذي الذكر } أي ذي البيان ، قاله ابن عباس و مقاتل . وقال الضحاك : ذي الشرف ، دليله قوله تعالى : { وإنه لذكر لك ولقومك } وهو قسم . واختلفوا في جواب القسم ، قيل : جوابه قد تقدم ، وهو قوله ( ( ص ) ) أقسم الله تعالى بالقرآن أن محمداً قد صدق . وقال الفراء : ( ( ص ) ) معناها : وجب وحق ، وهو جواب قوله : ( ( والقرآن ) ) ، كما تقول : نزل والله . وقيل : جواب القسم محذوف تقديره : والقرآن ذي الذكر ما الأمر كما يقول الكفار ، ودل على هذا المحذوف .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{صٓۚ وَٱلۡقُرۡءَانِ ذِي ٱلذِّكۡرِ} (1)

مقدمة السورة:

بيان إجمالي للسورة

هذه السورة مكية كلها . وهي مبدوءة بحرف من حروف التهجِّي ، التي يعلم الله وحده حقيقة المراد منها . ثم يُقسم الله بقرآنه الكريم ذي الدرجة العليا والشرف العظيم . وفي المحلوف عليه خلاف .

على أن السورة فيها تنديد شديد بالكافرين الذين عجبوا أن يأتيهم رسول منهم يبلغهم دعوة الله ويدعوهم إلى عبادة ربهم وحده دون غيره من الشركاء فأعرضوا وقالوا : { إنَّ هَذَا شَيْءٌ عُجابٌ } .

وفي السورة مقتضب عن أخبار لفيف من النبيين وأقوامهم الظالمين ، كقوم نوح وعاد وفرعون وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة ، أولئك جميعا عتوا عن أمر الله ونكلوا عن عقيدة التوحيد ؛ فأخذهم الله بالنكال الشديد في هذه الدنيا قبل يوم القيامة حيث العذاب البئيس . وفي السورة إخبار عن نبي الله داود ؛ إذ سخّر الله الجبال معه يسبِّحْن بالعشي والإشراق .

وفيها قصة الملك المؤمن نبي الله الكريم داود عليه السلام ؛ فقد آتاه الله المُلْك وأمره بالعدل ونهاه عن اتباع الهوى والشطط ، ووهب له الولد الصالح سليمان الذي ورث عنه النبوة وأمانة التبليغ .

وفي السورة قصة النبي الصابر أيوب عليه السلام . فقد أصابه من شديد السقم وبالغ الضَّرَّاء ما لا يطيقه غير أولي العزم من أعاظم الصناديد الأبرار . إلى غير ذلك من قصص النبيين المرسلين كإبراهيم وإسحاق ويعقوب وإسماعيل واليسع وذي الكفل ، ثم أخبار القيامة وأهوالها وقواصمها .

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قوله تعالى : { ص وَالْقُرْآَنِ ذِي الذِّكْرِ ( 1 ) } : { ص } من الحروف المقطعة التي تفتتح بها سور من الكتاب الحكيم . وقد تقدم الكلام عن هذه المسألة .

قوله : { وَالْقُرْآَنِ ذِي الذِّكْرِ } يُقْسم الله بكتابه القرآن { ذِي الذِّكْرِ } أي ذي الشرف العظيم والمكانة العالية ، وما اشتمل عليه من تذكير للعباد .

أما جواب القَسَم ، فقيل : { بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا } الآية . وقيل : جوابه ما تضمنه سياق السورة بكمالها . وقيل غير ذلك .