تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فِي جِيدِهَا حَبۡلٞ مِّن مَّسَدِۭ} (5)

وتجمع على ظهرها من الأوزار بمنزلة من يجمع حطبًا ، قد أعد له في عنقه حبلًا { مِنْ مَسَدٍ } أي : من ليف .

أو أنها تحمل في النار الحطب على زوجها ، متقلدة في عنقها حبلًا من مسد ، وعلى كل ، ففي هذه السورة آية باهرة من آيات الله ، فإن الله أنزل هذه السورة ، وأبو لهب وامرأته لم يهلكا ، وأخبر أنهما سيعذبان في النار ولا بد ، ومن لازم ذلك أنهما لا يسلمان ، فوقع كما أخبر عالم الغيب والشهادة .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{فِي جِيدِهَا حَبۡلٞ مِّن مَّسَدِۭ} (5)

{ في جيدها حبل من مسد } الجيد العنق والمسد الليف ، وقيل : الحبل المفتول ، وفي المراد به ثلاثة أقوال :

الأول : أنه إخبار عن حملها الحطب في الدنيا على القول الأول ، وفي ذلك تحقير لها ، وإظهار لخساسة حالها .

والآخر : أن حالها في جهنم يكون كذلك ، أي : يكون في عنقها حبل .

الثالث : أنها كانت لها قلادة فاخرة ، فقالت : لأنفقنها على عداوة محمد ، فأخبر عن قلادتها بحبل المسد على جهة التفاؤل والذم لها بتبرجها ، ويحتمل قوله : وامرأته وما بعده وجوها من الإعراب يختلف الوقف باختلافها ، وهي أن يكون امرأته مبتدأ ، و{ حمالة الحطب } خبره ، أو يكون { حمالة الحطب } نعت ، والخبر { في جيدها حبل من مسد } ، أو يكون امرأته معطوفا على الضمير في يصلى ، وحمالة الحطب نعت ، أو خبر ابتداء مضمر .