تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَجَعَلُواْ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةَ ٱلَّذِينَ هُمۡ عِبَٰدُ ٱلرَّحۡمَٰنِ إِنَٰثًاۚ أَشَهِدُواْ خَلۡقَهُمۡۚ سَتُكۡتَبُ شَهَٰدَتُهُمۡ وَيُسۡـَٔلُونَ} (19)

ومنها : أنهم جَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الله إِنَاثًا ، فتجرأوا على الملائكة ، العباد المقربين ، ورقوهم عن مرتبة العبادة والذل ، إلى مرتبة المشاركة للّه ، في شيء من خواصه ، ثم نزلوا بهم عن مرتبة الذكورية إلى مرتبة الأنوثية ، فسبحان من أظهر تناقض من كذب عليه وعاند رسله .

ومنها : أن اللّه رد عليهم بأنهم لم يشهدوا خلق اللّه لملائكته ، فكيف يتكلمون بأمر من المعلوم عند كل أحد ، أنه ليس لهم به علم ؟ ! ولكن لا بد أن يسألوا عن هذه الشهادة ، وستكتب عليهم ، ويعاقبون عليها .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَجَعَلُواْ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةَ ٱلَّذِينَ هُمۡ عِبَٰدُ ٱلرَّحۡمَٰنِ إِنَٰثًاۚ أَشَهِدُواْ خَلۡقَهُمۡۚ سَتُكۡتَبُ شَهَٰدَتُهُمۡ وَيُسۡـَٔلُونَ} (19)

{ وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا } الضمير في جعلوا لكفار العرب فحكي عنهم ثلاثة أقوال شنيعة :

أحدها : أنهم نسبوا إلى الله الولد .

والآخر : أنهم نسبوا إليه البنات دون البنين .

والثالث : أنهم جعلوا الملائكة المكرمين إناثا ، وقرئ عند الرحمن بالنون ، والمراد به قرب الملائكة وتشريفهم كقوله : { والذين عند ربك } ، وقرئ عباد بالباء جمع عبد والمراد به أيضا الاختصاص والتشريف .

{ أشهدوا خلقهم } هذا رد على العرب في قولهم : إن الملائكة إناثا ، والمعنى هم لم يشهدوا خلق الملائكة ، فكيف يقولون ما ليس لهم به علم ؟

{ ستكتب شهادتهم ويسألون } أي : تكتب شهادتهم التي شهدوا بها على الملائكة ، ويسألون عنها يوم القيامة .