قوله { واستفزز } ، يقول استزلّ { مَنِ استطعت مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ } ؛ يقول : بدعائك ووسوستك ، ويقال : بأصوات الغناء والمزامير . { وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ } ، يعني : استعن عليهم بأعوانك من مردة الشياطين { وَرَجِلِكَ } ، يعني : الشياطين الذين يوسوسون للناس ، ويقال : خيل المشركين ورجالتهم ، وكل خيل تسعى في معصية الله تعالى ، فهي من خيل إبليس ؛ وكل راجل يمشي في معصية الله ، فهو من رجالته . قرأ عاصم في رواية حفص { وَرَجِلِكَ } بفتح الراء وكسر الجيم ، يعني : راجلك . فدل الواحد على الجنس ؛ وقرأ الباقون بجزم الجيم وهو جمع الراجل .
{ وَشَارِكْهُمْ فِى الأموال } ، أي ما أكل من الأموال بغير طاعة الله تعالى وما جمع من الحرام ؛ ويقال : { وَشَارِكْهُمْ فِى الأموال } وهو ما جعلوا من الحرث والأنعام نصيباً لآلهتهم ؛ ويقال : كل طعام لم يذكر اسم الله عليه فللشيطان فيه شركة . قال الفقيه رضي الله عنه حدّثنا الفقيه أبو جعفر قال : حدّثنا أحمد بن حنبل قال : حدّثنا سفيان بن يحيى قال : حدّثنا أبو مطيع ، عن الربيع بن زيد ، عن أبي محمد وهو رجل من أصحاب أنس قال : قال إبليس لربه : يا رب جعلت لبني آدم بيوتاً فما بيتي ؟ قال الحمام . قال : وجعلت لهم مجالس فما مجلسي ؟ قال : السوق . قال : وجعلت لهم قرآناً فما قرآني ؟ قال الشعر . قال : وجعلت لهم حديثاً فما حديثي ؟ قال : الكذب . قال : وجعلت لهم أذاناً فما أذاني ؟ قال : المزمار . قال : وجعلت لهم رسلاً فما رسلي ؟ قال : الكهنة . قال : وجعلت لهم كتاباً فما كتابي ؟ قال الوشم . قال : وجعلت لهم طعاماً فما طعامي ؟ قال : كل ما لم يذكر عليه اسم الله . قال : وجعلت لهم شراباً فما شرابي ؟ قال : كل مسكر .
قال وجعلت لهم مصايد فما مصايدي ؟ قال : النساء .
ثم قال : { وَشَارِكْهُمْ فِى الأموال } ، يعني : كل نفقة في معصية الله تعالى . { والأولاد } ، أي أولاد الزنى ، فهذا قول مجاهد وسعيد بن جبير ؛ ويقال : هو ما سموا أولادهم عبد العزى وعبد الحارث ؛ ويقال كل معصية بسبب الولد ؛ ويقال : إذا جامع الرجل أهله ولم يذكر اسم الله تعالى ، جامع معه الشيطان ؛ ويقال : المرأة النائحة والسكرانة يجامعها الشيطان ، فيكون له شركة في الولد . قال الفقيه أبو الليث : هذا الكلام مجاز لا على وجه الحقيقة ، إنما يراد به المثل . ثم قال : { وَعَدَّهُمْ } ، أي مَنِّهم أنه لا جنة ولا نار ولا بعث . { وَمَا يَعِدُهُمْ الشيطان إِلاَّ غُرُوراً } ، أي باطلاً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.