بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَإِن طَلَّقۡتُمُوهُنَّ مِن قَبۡلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدۡ فَرَضۡتُمۡ لَهُنَّ فَرِيضَةٗ فَنِصۡفُ مَا فَرَضۡتُمۡ إِلَّآ أَن يَعۡفُونَ أَوۡ يَعۡفُوَاْ ٱلَّذِي بِيَدِهِۦ عُقۡدَةُ ٱلنِّكَاحِۚ وَأَن تَعۡفُوٓاْ أَقۡرَبُ لِلتَّقۡوَىٰۚ وَلَا تَنسَوُاْ ٱلۡفَضۡلَ بَيۡنَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٌ} (237)

{ وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ } ، يعني من قبل أن تجامعوهن وقبل أن تخلوا بهن ، هكذا قال في رواية الضحاك ، { وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ } ، يعني على الزوج نصف ما فرض لها من المهر . { إَّلا أَن يَعْفُونَ } ، يعني إلا أن تترك المرأة فلا تأخذ شيئاً ، { أَوْ يَعْفُوَاْ الذى بِيَدِهِ عُقْدَةُ النكاح } ، يعني الزوج يكمل لها جميع الصداق . { وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ للتقوى } ، يقول : أن تعفو بعضكم بعضاً كان أقرب إلى البر ، فأيهما ترك لصاحبه فقد أخذ بالفضل . ويقال : إن الله تعالى ندب إلى الإنسانية ، فأمر كل واحد منهما بالعفو ، ثم قال تعالى : { وَلاَ تَنسَوُاْ الفضل بَيْنَكُمْ } ، يعني لا تتركوا الفضل والإنسانية فيما بينكم في إتمام المهر أو في الترك . { إِنَّ الله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } فيجازيكم بذلك .