{ وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النساء } . فقد أباح للخاطب أن يتعرض للنكاح ، ونهاه عن الخطبة والعقد ؛ فقال : { وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ } يقول : لا بأس بأن يأتي الرجل المرأة المتوفى عنها زوجها ، فيعرض لها ويقول : إنك لتعجبيني وإنك لموافقة لي ، فأرجو أن يكون بيننا اجتماع ، ونحو ذلك من الكلام . فهذا هو التعريض من خطبة النساء { أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ } ، يعني أضمرتم في أنفسكم . قال الزجاج : كل شيء سترته فقد أكننته وكننته فهو مكنون ، فلذلك أباح الله تعالى التعريض .
ثم قال : { عَلِمَ الله أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ } ، يعني خافوا الله في العدة من تزويجهن . { ولكن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّا } ، يعني نكاحاً ويقال : جماعاً . وقال القتبي : سمي الجماع سراً ، لأنه يكون في السر فيكنى عنه . { إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا } ، يعني عدة حسنة ، نحو إنك لجميلة وإني فيك لراغب .
وقوله تعالى : { وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النكاح } ، يقول : ولا تحققوا عقدة النكاح ، يعني لا تتزوجوهن في العدة . { حتى يَبْلُغَ الكتاب أَجَلَهُ } ، يعني حتى تنقضي عدتها . { واعلموا أَنَّ الله يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ } ، يعني ما في قلوبكم من الوفاء وغيره . { فاحذروه } ، يعني أن تخالفوه فيما أوجب عليكم . { واعلموا أَنَّ الله غَفُورٌ حَلِيمٌ } ، أي غفور ذو تجاوز ، حليم حيث لم يعجل عليكم بالعقوبة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.