{ يا أَيُّهَا الذين آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طيبات } يقول : من حلالات { مَّا كَسَبْتُم } في الآية أمر بالصدقة من الحلال ، وفيها دليل : أن من تصدق من الحرام لا يقبل ، لأن الواجب عليه أن يردها إلى موضعها .
ويقال : { أنفقوا من طيبات } يعني من مال اللذيذ ، والشهي عندكم مما كسبتم . يقول : مما جمعتم من الذهب والفضة قوله تعالى : { وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مّنَ الارض } أي من الثمار والحبوب . { وَلاَ تَيَمَّمُواْ الخبيث مِنْهُ تُنفِقُونَ } أي لا تعمدوا إلى رديء المال فتصدقوا منه ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما حثّ الناس على الصدقة ، فجعل الناس يأتون بالصدقة ، ويجمعون في المسجد ، فجاء رجل بعذق من تمر عامته حَشَفٌ فنزلت هذه الآية : { وَلاَ تَيَمَّمُواْ الخبيث } ، يعني لا تعمدوا إلى الحَشَف فتتصدقوا منه { وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ } بل الطيب { إِلا أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ } يعني إلا أن يهضم أحدكم ، فيأخذ دون حقه مخافة أن يذهب جميع حقه ، فيأخذ ذلك للضرورة مخافة موت حقه ، والله تعالى غني عن ذلك ، فلا يقبل إلا الطيب ، ويقال : { إلا أن تغمضوا } يعني إلا أن يضطر أحدكم ، فمسته الحاجة فرضي بذلك . قوله تعالى : { واعلموا أَنَّ الله غَنِيٌّ حَمِيدٌ } أي { غني } عما عندكم من الصدقات ، { حميد } في أفعاله .
ويقال : { حميد } بمعنى محمود ويقال : { حميد } من أهل أن يحمد ويقال : { حميد } يقبل القليل ، ويعطي الجزيل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.