{ ففهّمناها سليمان } أي فتحنا له طريق الحكومة ، وقيل : فهم سليمان قيمة ما أفسدت الغنم ، ويقال : كيف كان قصة الحرث وما الذي حكما به ؟ قالوا : إنهما اختصما إليه صاحب الحرث وصاحب الغنم الذي أفسدت الحرث فحكم داوود بالغنم لصاحب الحرث ، فقال سليمان وهو ابن اثني عشر سنة غير هذا أرفق بالفريقين ، فعزم عليه ليحكمن فقال : أرى أن تدفع الغنم إلى أهل الحرث ينتفعون بها بألبانها وأولادها وأصوافها ، والحرث إلى أرباب الشاء يقومون عليه حتى يعود كهيئته يوم أفسد ثم يترادان ، فقال : القضاء ما قضيت وأمضى الحكم ، فإن قيل حكما بوحي أم باجتهاد ؟ قيل : جميعاً بالوحي ، وقيل : اجتهدا جميعاً فجاء اجتهاد سليمان أشدّ بالصواب ، وفي قوله : { ففهّمناها سليمان } دليل على أن الصواب كان مع سليمان ، وفي قوله : { وكلا آتينا حكماً وعلماً } دليل على أنهما كانا جميعاً على الصواب { وسخّرنا مع داوود الجبال يسبحن } فإن قيل : لم قدم الجبال على الطير ؟ قيل : تسبيحها وتسخيرها أعجب وأدل على القدرة وأدخل في الإِعجاز لأنها جماد { والطير } حيوان ناطق ، روي أنه كان يمر بالجبال مسبحاً وهي تجاوبه ، وقيل : كانت تسير معه حيث سار ، قال جار الله : فإن قلت : كيف تنطق الجبال وتسبح ؟ قلتُ : لأن الله يخلق فيها الكلام كما خلقه في الشجرة حين كلم موسى ، وجواب آخر وهو أن يسبح من رآها تسير بسير الله فكما حملت على التسبيح وصفت { وكنا فاعلين } أي قاصرين على أن نفعل هذا
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.