ثم قال عز وجل : { وَلِكُلّ أُمَّةٍ } ، أي لكل أهل دين ؛ ويقال : لكل قوم من المؤمنين فيما خلا ، { جَعَلْنَا مَنسَكًا } ؛ يعني : ذبحاً لهراقة دمائهم ؛ ويقال : مذبحاً يذبحون فيه . قال الزجاج : معناه جعلنا لكل أمة أن تتقرب بأن تذبح الذبائح لله تعالى . قرأ حمزة والكسائي { مَنسَكًا } بكسر السين ، وقرأ الباقون بالنصب . فمن قرأ بالكسر ، يعني : مكان النسك ؛ ومن قرأ بالنصب ، فعلى المصدر ؛ وقال أبو عبيد : قراءتنا هي بالنصب لفخامتها .
ثم قال : { لّيَذْكُرُواْ اسم الله على مَا رَزَقَهُمْ مّن بَهِيمَةِ الانعام } ، يعني : يذكرون اسم الله تعالى عند الذبح . { فإلهكم إله واحد } ، أي ربكم رب واحد . { فَلَهُ أَسْلِمُواْ } ، يعني : أخلصوا بالتسمية عند الذبيحة وفي التلبية . { وَبَشّرِ المخبتين } ، يعني : المخلصين بالجنة ؛ ويقال : { المخبتين } المجتهدين في العبادة والسكون فيها . قال قتادة : المخبتون المتواضعون ؛ وقال الزجاج : أصله من الخبت من الأرض ، وهو المكان المنخفض من الأرض ؛ ويقال : المخبت الذي فيه الخصال التي ذكرها الله بعده ، وهو قوله : { الذين إِذَا ذُكِرَ الله وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ والصابرين على مَا أَصَابَهُمْ }
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.