الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَقَالَ فِرۡعَوۡنُ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَأُ مَا عَلِمۡتُ لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرِي فَأَوۡقِدۡ لِي يَٰهَٰمَٰنُ عَلَى ٱلطِّينِ فَٱجۡعَل لِّي صَرۡحٗا لَّعَلِّيٓ أَطَّلِعُ إِلَىٰٓ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُۥ مِنَ ٱلۡكَٰذِبِينَ} (38)

ثم قال تعالى{[53769]} : { وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري{[53770]} }[ 38 ] ، أي قال ذلك فرعون لأشراف قومه لئلا يصدقوا موسى فيما جاءهم به من عبادة{[53771]} الله .

{ فأوقد لي يا هامان على الطين }[ 38 ] ، يريد عمل الآجر ، وهو أول من عمله وبنى به { فاجعل لي صرحا }[ 38 ] ، ابن لي{[53772]} بنيانا مرتفعا { لعلي أطلع إلى إله{[53773]} موسى } أي{[53774]} انظر إلى معبود موسى الذي يدعونا{[53775]} إلى عبادته { وإني لأظنه من الكاذبين }[ 38 ] ، أي أظن موسى فيما يقول : إن له معبودا ، كاذبا . والظن هنا شك{[53776]} ، فكفر الملعون بالشك .

قال السدي : فبنى له هامان الصرح ، وارتقى فوقه{[53777]} فأمر{[53778]} بنشابة ، فرماها{[53779]} نحو السماء فردت عليه وهي ملطخة دما ، فقال : قد قتلت إله موسى{[53780]} . تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا{[53781]} .


[53769]:"تعالى" سقطت من ز.
[53770]:ز: "الله غير" وهو تحريف للآية.
[53771]:ز: عند.
[53772]:ز: أي أنزل به.
[53773]:ز: الله.
[53774]:"أي" سقطت من ز.
[53775]:ز: يوعدنا.
[53776]:ز: الشك.
[53777]:ز: "قومه" وهو تحريف عما أثبته، انظر: ابن جرير20/78.
[53778]:ز: وأمر.
[53779]:ز: بها.
[53780]:ز: الله السماء.
[53781]:انظر: ابن جرير20/78، وزاد المسير6/223، والقرطبي 13/289، والدر20/416.