{ فَأَمَّا الذين اسودت وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُمْ بَعْدَ إيمانكم } يعني يقال لهم : أكفرتم ؟ ولكن حُذِفَ القول ، لأن في الكلام دليلاً عليه { بعد إيمانكم } ، يعني يوم الميثاق . قالوا : بَلَى ، يعني المرتدين والمنافقين . ويقال هذا لليهود ، وكانوا مؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم ، قبل أن يُبْعث ، فلما بُعث كفروا به . وقال أبو العالية : هذا للمنافقين خاصة . يقول : أكفرتم في السرّ بعد إيمانكم ، أي مع إقراركم في العلانية { فَذُوقُواْ العذاب بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ } بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن . حدّثنا الخليل بن أحمد . قال : حدّثنا عباد بن الوليد قال : حدّثنا محمد بن عباد البنائي قال : حدّثنا حميد بن الخياط قال : سألت أبا العالية عن هذه الآية : { فَأَمَّا الذين اسودت وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُمْ بَعْدَ إيمانكم } فقال : حدّثنا أبو أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : « إنَّهُمُ الخَوَارِجُ » وسألته عن قوله : { لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مّن دُونِكُمْ } [ آل عمران : 118 ] قال : إنهم الخوارج قوله : { وَأَمَّا الذين ابيضت وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ الله } أي في جنة الله قال الزجاج : يعني في الجنة التي صاروا إليها برحمة الله تعالى ، لأن الجنة تُنَالُ برحمته ، ولا تُنَال بالجهد ، وإن اجتهد المجتهد ، لأن نعمة الله تعالى لا يكافئها عمل ، ففي رحمة الله أي في ثواب الله { وَهُمْ فِيهَا خالدون } أي دائمون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.