الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱبۡيَضَّتۡ وُجُوهُهُمۡ فَفِي رَحۡمَةِ ٱللَّهِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ} (107)

قوله : ( فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ ) أي : في ثواب رحمة الله وهي الجنة( {[10584]} ) وتأولها مالك في أهل الأهواء( {[10585]} ) .

وروى أبو أمامة : أنها في الحرورية( {[10586]} ) ، سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة ، ولا اثنتين ، ولا ثلاثاً ، ولا أربعاً ، حتى بلغ سبعاً( {[10587]} ) .

وروى عبد الملك بن مسلمة( {[10588]} ) ، عن مالك ، عن يحيى بن سعيد( {[10589]} ) ، عن ابن المسيب ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا كان يوم القيامة نادى مناد من عند الله تبارك وتعالى : أين خصماء الله( {[10590]} ) ؟ فتقوم القدرية( {[10591]} ) مسودة وجوههم زرقاً عيونهم قد دلعوا( {[10592]} ) ألسنتهم يسيل لعابهم على صدورهم يقذرهم( {[10593]} ) كل من في القيامة فيقولون : ما لنا ؟ ما عبدنا شمساً ، ولا قمراً ، ولا وثناً ، فيأتيهم النداء من عند الله صدقتم ما عبدتم شمساً ولا قمراً .

ولا وثناً ولكن جاءكم الكفر من حيث لا تحتسبون " ( {[10594]} ) .


[10584]:- هذا كلام شبه اعتراض محله التأخير.
[10585]:- جامع الأحكام 4/167.
[10586]:- الحرورية: فرقة من الخوارج ويسمون المحكمة الأولى، انظر: تفسير مجاهد 1/133، والملل والنحل 155.
[10587]:- انظر: في سنن ابن ماجه 1/62 والترمذي في أبواب التفسير 4/294 والطبراني في الصغير 1/20.
[10588]:- هو أبو مروان عبد الملك بن مسلمة توفي سنة 212 هـ من بيت علم وحديث تفقه على أبيه، وعلى مالك، وعنه ابن حبيب وسحنون، انظر: ترتيب المدارك 3/136 والديباج 157 شجرة النور 56.
[10589]:- هو أبو سعيد يحيى بن سعيد القطان توفي 198 هـ من حفاظ الحديث ثقة حجة، انظر: تاريخ الثقات 472 والتهذيب 11/216.
[10590]:- قيل لهم: خصماء الله لأنهم يخاصمون في أنه لا يجوز أن يقدر المعصية على العبد، ثم يعذبه بها، ويقال لهم: مجوس هذه الأمة، انظر: سنن ابن ماجه باب في ذكر الخوارج 1/62.
[10591]:- القدرية أو الجبرية: فرقة ترمي إلى نفي الفعل حقيقة عن العبد وإضافته إلى الرب، انظر: الليل والنحل 5، ومذاهب الإسلاميين 1/98.
[10592]:- دلع لسانه يدلعه إذا أخرجه من العطش، انظر: اللسان 8/90.
[10593]:- يقذرهم: لا يخالطهم أحد ويجتنبهم ويكرههم، انظر: اللسان 5/81.
[10594]:- أخرجه أحمد في المسند 1/83 والطبراني في الصغير 2/14 وكنز العمال 1/120، و8/90، وقال الدارقطني: هذا حديث مضطرب عن العلل المتناهية 1/149.