غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱبۡيَضَّتۡ وُجُوهُهُمۡ فَفِي رَحۡمَةِ ٱللَّهِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ} (107)

102

أما قوله : { ففي رحمة الله } فالمراد بها الجنة التي هي محل الرحمة . وموقع قوله : { هم فيها خالدون } موقع الاستئناف كأنه قيل : كيف يكونون فيها ؟ فأجيب بذلك أي لا يظعنون عنها ولا يموتون . وفي إقامة الرحمة مقام الجنة دليل على أن العبد وإن كثرت طاعته فإنه لا يدخل الجنة إلا بفضل الله وبرحمته . وفي إضافة الرحمة إلى نفسه وتعليل العذاب بكفرهم والنص على خلود أهل الثواب دون أهل النار وإن كانوا مخلدين أيضاً دلائل وإشارات إلى أن جانب العفو والمغفرة والرحمة مغلب ، وكيف لا وقد أردفه بقوله :

/خ111