قوله عز وجل : { قُلْ يا عباد الذين آمنوا } يعني : أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، { اتقوا رَبَّكُمُ } يعني : اخشوا ربكم في صغير الأمور ، وكبيرها ، واثبتوا على التوحيد .
ثم قال : { لّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ في هذه الدنيا حَسَنَةٌ } يعني : لمن عمل بالطاعة في الدنيا { حسنة } ، له الجنة في الآخرة .
ويقال : { لّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ } يعني : شهدوا أن لا إله إلا الله في الدنيا { حسنة } . يعني : لهم الجنة في الآخرة . ويقال : { لّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ } أي : ثبتوا على إيمانهم فلهم الجنة .
قوله : { وَأَرْضُ الله وَاسِعَةٌ } قال مقاتل : يعني : الجنة واسعة . وقال الكلبي : { وَأَرْضُ الله وَاسِعَةٌ } يعني : المدينة ، فتهاجروا فيها . يعني : انتقلوا إليها ، واعملوا لآخرتكم ، { إِنَّمَا يُوَفي الصابرون أَجْرَهُمْ } يعني : هم الذين يصبرون على الطاعة لله في الدنيا ، جزاؤهم ، وثوابهم على الله ، { بِغَيْرِ حِسَابٍ } يعني : بلا عدد ، ولا انقطاع . وروى سفيان عن عبد الملك بن عمير ، عن جندب بن عبد الله ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «أنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الحَوْضِ » . قال سفيان لما نزل { مَن جَاءَ بالحسنة فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاءَ بالسيئة فَلاَ يجزى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } [ الأنعام : 160 ] قال النبي صلى الله عليه وسلم : «رَبِّ زِدْ أُمَّتِي » . فنزل : { مَّثَلُ الذين يُنفِقُونَ أموالهم فِي سَبِيلِ الله كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّاْئَةُ حَبَّةٍ والله يضاعف لِمَن يشاء والله واسع عَلِيمٌ } [ البقرة : 261 ] قال : «رَبِّ زِدْ أُمَّتِي » فنزل { مَّن ذَا الذي يُقْرِضُ الله قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً والله يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [ البقرة : 245 ] فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «رَبِّ زِدْ أُمَّتِي » فنزل : { إِنَّمَا يُوَفي الصابرون أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } فانتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.