قوله عز وجل : { أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء الليل ساجدا وَقَائِماً } وأصل القنوت هو القيام . ثم سمي المصلي قانتاً ، لأنه بالقيام يكون . ومعناه : أمن هو مصل كمن لا يكون مصلياً على وجه الإضمار . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «مَثَلُ المُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ الله كَمَثَلِ القَانِتِ القَائِمِ » يعني : المصلي القائم . قرأ ابن كثير ، ونافع ، وحمزة ، { أمن } بالتخفيف . وقرأ الباقون : بالتشديد . فمن قرأ : بالتخفيف ، فقد روي عن الفراء أنه قال : معناه يا من هو قانت . كما تقول في الكلام : فلان لا يصوم ، ولا يصلي ، فيا من يصلي ، ويصوم ، أبشر . فكأنه قال : يا من هو قانت أبشر . ومن قرأ : بالتشديد . فإنَّه يريد به معنى الذي . ومعناه : الذي هو من أصحاب النار . فهذا أفضل أم الذي هو قانت آناء الليل . يعني : ساعات الليل في الصلاة ، ساجداً ، وقائماً في الصلاة ، { يَحْذَرُ الآخرة } يعني : يخاف عذاب الآخرة ، { ويرجو رَّحْمَةِ رَبّهِ } يعني : مغفرة الله تعالى . { قُلْ هَلْ يستوي الذين يَعْلَمُونَ } وهم المؤمنون ، { والذين لاَ يَعْلَمُونَ } وهم الكفار في الثواب ، والطاعة . ويقال : { قُلْ هَلْ يستوي الذين يَعْلَمُونَ } يعني : يصدقون بما وعد الله في الآخرة من الثواب ، { والذين لاَ يَعْلَمُونَ } يعني : لا يصدقون . ويقال : معناه قل هل يستوي العالم والجاهل . فكما لا يستوي العالم والجاهل ، كذلك لا يستوي المطيع والعاصي . { إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُو الألباب } يعني : يعتبر في صنعي ، وقدرتي من له عقل ، وذهن .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.