قوله تعالى : { وَإِذَا حُيّيتُم بِتَحِيَّةٍ } يعني إذا سلم عليكم { فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا } أي ردوا جوابها بأحسن منها { أَوْ رُدُّوهَا } أي مثلها ، فأمر الله تعالى المسلمين برد السلام ، بأن يردوا بأحسن منها ، وهو أن يقولوا : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، أو يرد مثله ، فيقول : وعليكم السلام ، وقال قتادة : { فحيوا بأحسن منها } للمسلمين ، { أو ردوها } لأهل الذمة ، فيقول لهم : وعليكم ، وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن رجلاً دخل عليه ، وقال : السلام عليكم ، فقال له : « وَعَلَيْكُمُ السَّلَامُ فَلَكَ عَشْرُ حَسَنَاتٍ » ودخل آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله ، فرد عليه فقال : « لَكَ عِشْرُونَ حَسَنَةً » ودخل آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فرد عليه فقال : « لَكَ ثَلاثُونَ حَسَنَةً » وروي عنه أنه نهى أن ينقص الرجل من سلامه أو من ردّه ، وهو أن يقول : السلام عليك ، ولكن ليقل : السلام عليكم . ويقال : إنما ذلك للمؤمنين ، لأن المؤمن لا يكون وحده ولكن يكون معه الملائكة .
وفي هذه الآية دليل أن السلام سنة ، والرد واجب لأن الله تعالى أمر بالرد ، والأمر من الله تعالى واجب ويقال : { وَإِذَا حُيّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا } يعني إذا أهدي إليكم بهدية ، فكافئوا بأفضل منها أو مثلها . وهذا التأويل ذكر عن أبي حنيفة .
ثم قال تعالى : { إِنَّ الله كَانَ على كُلّ شيء حَسِيباً } أي مجازياً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.