وقوله{[6178]} تعالى : { ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم } الآية . قيل : كان رجلا تكلموا بالإسلام متعوذين ليأمنوا المسلمين إذا لقوهم ، ويأمنوا قومهم بكفرهم ، فأمر الله بقتالهم لا{[6179]} أن يعتزلوا عن قتالهم . وقيل : قوله تعالى{ ستجدون آخرين } غيرهم ممن لا يفي لكم ما كان بينكم وبينهم من العهد ، { يريدون أن يأمنوكم } يقول : يريدون أن يأمنوا{[6180]} فيكم ، فلا تتعرضوا لهم ، ويأمنوا في قومهم بكفرهم ، فلا يتعرضوا لهم .
ثم أخبر عز وجل عن صنيعهم وحالهم ، فقال : { كل ما ردوا إلى الفتنة } يعني الشرك{ أركسوا فيها } أي كلما دعوا إلى الشرك( رجعوا فيه ){[6181]} فهؤلاء أمر الله تعالى ورسوله{[6182]} صلى الله عليه وسلم بقتالهم ، وعرفه صفتهم ، إن لم يعتزلوا ، أو يكفوا أيديهم عن قتالكم{ فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا } القتل وحجته .
وفي حرف ابن مسعود رضي الله عنه : ويكفوا أيديهم عن أن يقاتلوكم . وفي حرفه : ركسوا فيها . وفي حرف حفصة : ركسوا فيها . وفي حرفها : أن يقاتلوكم{[6183]} ويقاتلوا قومهم .
ثم يحتمل نسخ هذه الآية وقوله تعالى : { وقاتلوا في سبيل الله الذي يقاتلونكم } ( البقرة : 190 ) بقوله{[6184]} تعالى : { فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم } ( النساء : 90 ) وبقوله عز وجل : { فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم } ( التوبة : 5 ) لأن الفرض في القتال أول ما كان فرض أن نقاتل من قتلنا ، وبدأنا . ثم إن الله تعالى قال{[6185]} : { فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم } ( التوبة : 5 ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.