تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{سَتَجِدُونَ ءَاخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأۡمَنُوكُمۡ وَيَأۡمَنُواْ قَوۡمَهُمۡ كُلَّ مَا رُدُّوٓاْ إِلَى ٱلۡفِتۡنَةِ أُرۡكِسُواْ فِيهَاۚ فَإِن لَّمۡ يَعۡتَزِلُوكُمۡ وَيُلۡقُوٓاْ إِلَيۡكُمُ ٱلسَّلَمَ وَيَكُفُّوٓاْ أَيۡدِيَهُمۡ فَخُذُوهُمۡ وَٱقۡتُلُوهُمۡ حَيۡثُ ثَقِفۡتُمُوهُمۡۚ وَأُوْلَـٰٓئِكُمۡ جَعَلۡنَا لَكُمۡ عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٗا مُّبِينٗا} (91)

الآية 91

وقوله{[6178]} تعالى : { ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم } الآية . قيل : كان رجلا تكلموا بالإسلام متعوذين ليأمنوا المسلمين إذا لقوهم ، ويأمنوا قومهم بكفرهم ، فأمر الله بقتالهم لا{[6179]} أن يعتزلوا عن قتالهم . وقيل : قوله تعالى{ ستجدون آخرين } غيرهم ممن لا يفي لكم ما كان بينكم وبينهم من العهد ، { يريدون أن يأمنوكم } يقول : يريدون أن يأمنوا{[6180]} فيكم ، فلا تتعرضوا لهم ، ويأمنوا في قومهم بكفرهم ، فلا يتعرضوا لهم .

ثم أخبر عز وجل عن صنيعهم وحالهم ، فقال : { كل ما ردوا إلى الفتنة } يعني الشرك{ أركسوا فيها } أي كلما دعوا إلى الشرك( رجعوا فيه ){[6181]} فهؤلاء أمر الله تعالى ورسوله{[6182]} صلى الله عليه وسلم بقتالهم ، وعرفه صفتهم ، إن لم يعتزلوا ، أو يكفوا أيديهم عن قتالكم{ فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا } القتل وحجته .

وفي حرف ابن مسعود رضي الله عنه : ويكفوا أيديهم عن أن يقاتلوكم . وفي حرفه : ركسوا فيها . وفي حرف حفصة : ركسوا فيها . وفي حرفها : أن يقاتلوكم{[6183]} ويقاتلوا قومهم .

ثم يحتمل نسخ هذه الآية وقوله تعالى : { وقاتلوا في سبيل الله الذي يقاتلونكم } ( البقرة : 190 ) بقوله{[6184]} تعالى : { فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم } ( النساء : 90 ) وبقوله عز وجل : { فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم } ( التوبة : 5 ) لأن الفرض في القتال أول ما كان فرض أن نقاتل من قتلنا ، وبدأنا . ثم إن الله تعالى قال{[6185]} : { فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم } ( التوبة : 5 ) .


[6178]:في الأصل وم: ثم قال
[6179]:في الأصل وم: إلا.
[6180]:في الأصل وم: ليأمنوا.
[6181]:في الأصل وم: فرجعوا فيها.
[6182]:في الأصل وم: ورسوله.
[6183]:في الأصل وم: ياقاتلكم.
[6184]:في الأصل وم: في قوله.
[6185]:في الأصل وم: قالوا أن.