بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَٱلَّذِي قَالَ لِوَٰلِدَيۡهِ أُفّٖ لَّكُمَآ أَتَعِدَانِنِيٓ أَنۡ أُخۡرَجَ وَقَدۡ خَلَتِ ٱلۡقُرُونُ مِن قَبۡلِي وَهُمَا يَسۡتَغِيثَانِ ٱللَّهَ وَيۡلَكَ ءَامِنۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞ فَيَقُولُ مَا هَٰذَآ إِلَّآ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ} (17)

{ والذي قَالَ لوالديه أُفّ لَّكُمَا } يعني : عبد الرحمن بن أبي بكر قال لوالديه : أف لكما يعني : قدراً لكما ، وهو الرديء من الكلام ، وقد ذكرنا الاختلاف في موضع آخر ، وقد قرئ على سبع قراءات : بالنصب والضم والكسر ، وكل قراءة تكون بالتنوين وبغير تنوين ، فتلك ست قراءات ، والسابع أفْ بالسكون { أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ } يعني : أن أبعث بعد الموت ، وذلك قبل أن يسلم { وَقَدْ خَلَتِ القرون مِن قَبْلِي } أي : مضت الأمم ، ولم يبعث أحدهم { وَمِمَّا يَسْتَغِيثَانِ الله } يعني : أبويه يدعوان الله تعالى له بالهدى . اللهم اهده ، وارزقه الإيمان ويقولان له : { وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ } يعني : ويحك أسلم وصدق بالبعث ، فإن البعث كائن { فَيَقُولُ } لهما { مَا هذا إِلاَّ أساطير الأولين } يعني : كذبهم فقال عبد الرحمن : إن كنتما صادقين ، فأخرجا فلاناً وفلاناً من قبورهما فنزل .