بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَعَدَكُمُ ٱللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةٗ تَأۡخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمۡ هَٰذِهِۦ وَكَفَّ أَيۡدِيَ ٱلنَّاسِ عَنكُمۡ وَلِتَكُونَ ءَايَةٗ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ وَيَهۡدِيَكُمۡ صِرَٰطٗا مُّسۡتَقِيمٗا} (20)

ثم قال : { وَعَدَكُمُ الله مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا } يعني : تغنمونها ، وهو ما أصابوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعده إلى يوم القيامة . وقال ابن عباس : هي هذه الفتوح التي تفتح لكم { فَعَجَّلَ لَكُمْ هذه } يعني : فتح خيبر ، قرأ بعضهم { وأتاهم } أي : أعطاهم وقراءة العامة { وأثابهم } يعني : كافأهم .

قوله تعالى : { وَكَفَّ أَيْدِي الناس عَنْكُمْ } يعني : أيدي أهل مكة . ويقال : أسد وغطفان أرادوا أن يعينوا أهل خيبر ، فدفعهم الله عن المؤمنين ، فصالحوا النبي صلى الله عليه وسلم على ألا يكونوا له ، ولا عليه .

ثم قال : { وَلِتَكُونَ آيَةً لّلْمُؤْمِنِينَ } وهو فتح خيبر ، لأن المسلمين كانوا ثمانية آلاف ، وأهل خيبر كانوا سبعين ألفاً .

ثم قال : { وَيَهْدِيَكُمْ صراطا مُّسْتَقِيماً } يعني : يرشدكم ديناً قيماً ، وهو دين الإسلام .