بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَهَٰذَا كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ مُبَارَكٞ مُّصَدِّقُ ٱلَّذِي بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ ٱلۡقُرَىٰ وَمَنۡ حَوۡلَهَاۚ وَٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ يُؤۡمِنُونَ بِهِۦۖ وَهُمۡ عَلَىٰ صَلَاتِهِمۡ يُحَافِظُونَ} (92)

ثم قال : { هذا كتاب أنزلناه } يعني : القرآن أنزلناه على محمد صلى الله عليه وسلم { مُّبَارَكٌ } لمن عمل به لأن فيه مغفرة للذنوب . وقال الضحاك { مُّبَارَكٌ } يعني : القرآن لا يتلى على ذي عاهة إلا بريء ، ولا يتلى في بيت إلا وخرج منه الشيطان .

{ مُّصَدّقُ الذي بَيْنَ يَدَيْهِ } يعني : هو مصدق الذي بين يديه من الكتب { وَلِيُنْذِرَ } قرأ عاصم في رواية أبي بكر { ولينذر } بالياء يعني : الكتاب . يعني : أنزلناه للإنذار والبركة . وقرأ الباقون : بالتاء يعني : لتنذر به يا محمد { وَلِتُنذِرَ أُمَّ القرى } يعني : أهل مكة وهي أصل القرى . وإنما سميت أم القرى لأن الأرض كلها دُحِيَتْ من تحت الكعبة . ويقال : لأنها مثلث قبلة للناس جميعاً . أي : يؤمونها . ويقال : سميت أم القرى لأنها أعظم القرى شأناً ومنزلة .

{ وَمَنْ حَوْلَهَا } يعني : قرى الأرض كلها .

ثم قال : { والذين يُؤْمِنُونَ بالآخرة } يعني : بالبعث { يُؤْمِنُونَ بِهِ } أي : بالقرآن ومن هم في علم الله أنه سيؤمن { وَهُمْ على صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ } بوضوئها وركوعها وسجودها ومواقيتها .