قوله عز وجل : { وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلَنَاهُ مُبَارَكٌ } يعني القرآن ، وفي { مُبارَكٌ } ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه العظيم البركة لما فيه من الاستشهاد به .
والثاني : لما فيه من زيادة البيان لأن البركة هي الزيادة .
والثالث{[916]} : أن المبارك الثابت .
{ مُّصَدِقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ } فيه قولان :
أحدهما : الكتب التي قبله من التوراة ، والإِنجيل ، وغيرهما ، قاله الحسن البصري .
والثاني : النشأة الثانية ، قاله علي بن عيسى .
{ وَلِتُنذِرَ أُمَّ القُرَى } يعني أهل أم القرى ، فحذف ذكر الأهل إيجازاً كما قال :
{ وَاسْأَلِ القَرْيَةَ }{[917]}
و { أُمَّ القُرَى } مكة وفي تسميتها بذلك أربعة أقاويل :-
أحدها : لأنها مجتمع القرى ، كما يجتمع الأولاد إلى الأم .
والثاني : لأن أول بيت وضع بها ، فكأن القرى نشأت عنها ، قاله السدي .
والثالث : لأنها معظمة كتعظيم الأم ، قاله الزجاج .
والرابع : لأن الناس يؤمونها من كل جانب ، أي يقصدونها .
ثم قال : { وَمَنْ حَوْلَهَا } قال ابن عباس : هم أهل الأرض كلها .
{ وَالَّذِينَ يَؤْمِنُونَ بِالآخرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ } وفيما ترجع إليه هذه الكناية قولان :
أحدهما : إلى الكتاب ، وتقديره : والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون بهذا الكتاب ، قاله الكلبي .
والثاني : إلى محمد صلى الله عليه وسلم ، وتقديره : والذين يؤمنون بالآخرة ، يؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم لِمَا قد أظهر الله تعالى من معجزته وأَبَانَه الله من صدقه ، قاله الفراء .
فإن قيل : فمن يؤمن بالآخرة من أهل الكتاب لا يؤمنون به ؟ قيل : لا اعتبار لإِيمانهم بها لتقصيرهم في حقها ، فصاروا بمثابة من لم يؤمن بها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.