بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَقَدۡ جِئۡتُمُونَا فُرَٰدَىٰ كَمَا خَلَقۡنَٰكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَتَرَكۡتُم مَّا خَوَّلۡنَٰكُمۡ وَرَآءَ ظُهُورِكُمۡۖ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمۡ شُفَعَآءَكُمُ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُمۡ أَنَّهُمۡ فِيكُمۡ شُرَكَـٰٓؤُاْۚ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيۡنَكُمۡ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمۡ تَزۡعُمُونَ} (94)

قوله تعالى : { وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فرادى } يعني : في الآخرة { فرادى } لا ولد لكم ولا مال .

الفرادى جمع فرد ، يعني : ليس معكم من دنياكم شيء . { كَمَا خلقناكم أول مرة } يعني : أعطيناكم من المال والولد { وَتَرَكْتُمْ مَّا خولناكم وَرَاء ظُهُورِكُمْ } في الدنيا . { وَمَا نرى مَعَكُمْ شُفَعَاءكُمُ } يعني : آلهتكم { الذين زَعَمْتُمْ } في الدنيا { أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء } يعني : قلتم لي شريك ولكم شفعاء عند الله .

{ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ } قرأ نافع والكسائي وعاصم في رواية حفص { بَيْنِكُمْ } بالنصب وقرأ الباقون { بَيْنِكُمْ } بالضم فمن قرأ بالضمّ جعل البَيْن اسماً ، يعني : تقطع وصْلُكم ومودتكم . ومن قرأ بالنصب فمعناه لقد تقطع ما كنتم فيه من الشركة بينكم ، فيصير نصباً بالظرف كما تقول : أصبحت بينكم أي فيما بينكم . { وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } يعني : اشتغل عنكم ما كنتم تعبدون وتزعمون أنها شفعاؤكم .