بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَإِن يَكَادُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَيُزۡلِقُونَكَ بِأَبۡصَٰرِهِمۡ لَمَّا سَمِعُواْ ٱلذِّكۡرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُۥ لَمَجۡنُونٞ} (51)

ثم قال عز وجل : { وَإِن يَكَادُ الذين كَفَرُواْ } يعني : أراد الذين كفروا . { لَيُزْلِقُونَكَ بأبصارهم } يعني : ليرهقونك بأبصارهم إن قدروا على ذلك . ويقال : معناه إذا قرأت القرآن ، فينظرون إليك نظراً شديداً بالعداوة ، يكاد يزلقك أي : بالعداوة يسقطك من شدة النظر . وذكر عن الفراء أنه قال : { لَيُزْلِقُونَكَ بأبصارهم } يعني : يعتانونك يعني : يصيبونك بعيونهم . وذلك أن رجلاً من العرب ، كان إذا أراد أن يعتان شيئاً ، يقبل على طريق الإبل إذا صدرت عن الماء ، فيصيب منها ما أراد بعينه ، فأرادوا أن يصيبوا النبي صلى الله عليه وسلم .

قال الكلبي : { لَيُزْلِقُونَكَ } يعني : ليصرعونك . { لَمَّا سَمِعُواْ الذكر } يعني : قراءتك القرآن ، { وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ } .