بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِن تَسۡتَفۡتِحُواْ فَقَدۡ جَآءَكُمُ ٱلۡفَتۡحُۖ وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۖ وَإِن تَعُودُواْ نَعُدۡ وَلَن تُغۡنِيَ عَنكُمۡ فِئَتُكُمۡ شَيۡـٔٗا وَلَوۡ كَثُرَتۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (19)

ثم قال تعالى : { إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَاءكُمُ الفتح } ، يقول إن تستنصروا فقد نصركم الله حين قلتم ؛ وذلك أن أبا جهل بن هشام قال : اللهم انصر أحب الدينين وأحب الجندين وأحب الفئتين إليك ، فاستجيب دعاؤه على نفسه وعلى أصحابه .

ثم قال : { وَإِن تَنتَهُواْ } عن قتاله ، { فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } من قتاله ؛ ويقال : إن أهل مكة حين أرادوا الخروج إلى بدر ، أخذوا بأستار الكعبة وقالوا : اللهم أي الفئتين أحب إليك فانصرهم . فنزل { إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَاءكُمُ الفتح وَإِن تَنتَهُواْ } عن قتال محمد صلى الله عليه وسلم وعن الكفر { فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } من الإقامة عليه ، { وَإِن تَعُودُواْ } لقتال محمد صلى الله عليه وسلم ، { نَعُد } على القتل والأسر والهزيمة . { وَلَن تُغْنِىَ عَنكُمْ فِئتَكُمْ } ، يعني جماعتكم { شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ } في العدد . { وَأَنَّ الله مَعَ المؤمنين } ، يعني معين لهم وناصرهم .

قرأ نافع وابن عامر وعاصم في إحدى الروايتين : { وَأَنَّ الله } بالنصب ، والباقون بالكسر { وَأَنَّ الله } على معنى الاستئناف ويشهد لها قراء عبد الله بن مسعود والله مع المؤمنين .