ثم قال تعالى : { إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَاءكُمُ الفتح } ، يقول إن تستنصروا فقد نصركم الله حين قلتم ؛ وذلك أن أبا جهل بن هشام قال : اللهم انصر أحب الدينين وأحب الجندين وأحب الفئتين إليك ، فاستجيب دعاؤه على نفسه وعلى أصحابه .
ثم قال : { وَإِن تَنتَهُواْ } عن قتاله ، { فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } من قتاله ؛ ويقال : إن أهل مكة حين أرادوا الخروج إلى بدر ، أخذوا بأستار الكعبة وقالوا : اللهم أي الفئتين أحب إليك فانصرهم . فنزل { إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَاءكُمُ الفتح وَإِن تَنتَهُواْ } عن قتال محمد صلى الله عليه وسلم وعن الكفر { فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } من الإقامة عليه ، { وَإِن تَعُودُواْ } لقتال محمد صلى الله عليه وسلم ، { نَعُد } على القتل والأسر والهزيمة . { وَلَن تُغْنِىَ عَنكُمْ فِئتَكُمْ } ، يعني جماعتكم { شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ } في العدد . { وَأَنَّ الله مَعَ المؤمنين } ، يعني معين لهم وناصرهم .
قرأ نافع وابن عامر وعاصم في إحدى الروايتين : { وَأَنَّ الله } بالنصب ، والباقون بالكسر { وَأَنَّ الله } على معنى الاستئناف ويشهد لها قراء عبد الله بن مسعود والله مع المؤمنين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.