فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَحُصِّلَ مَا فِي ٱلصُّدُورِ} (10)

{ وحصل ما في الصدور } أي ميز وبين ما فيها من الخير والشر ، والتحصيل التمييز ، كذا قال المفسرون ، وقيل : حصل أبرز ، قرأ الجمهور " حصل " بضم الحاء وتشديد الصاد مكسورا مبنيا للمفعول ، وقرئ " حصل " بفتح الحاء وتخفيف الصاد مبنيا للمفعول ، أي ظهر ، قال ابن عباس : بعثر بحث ، وحصل أبرز .

والمعنى أخرج وجمع بغاية السهولة ما في الصدور من خير وشر مما يظن مضمره أنه لا يعلمه أحد أصلا ، وظهر مكتوبا في صحائف الأعمال ، وهذا يدل على أن الإنسان يحاسب بها كما يحاسب على ما يظهر من آثارها ، وخص أعمال القلوب بالذكر ، وترك ذكر أعمال الجوارح ؛ لأنها تابعة لأعمال القلوب ، فإنه لولا تحقق البواعث والإرادات في القلوب لما حصلت أفعال الجوارح .