فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{مَا ٱلۡقَارِعَةُ} (2)

بسم الله الرحمان الرحيم

{ القارعة } هي من أسماء القيامة ، قاله ابن عباس ؛ لأنها تقرع القلوب بالفزع ، وتقرع أعداء الله بالعذاب . والعرب تقول : قرعتهم القارعة إذا وقع بهم أمر فظيع . وقيل : أصل القرع الصوت الشديد ، ومنه قوارع الدهر ، وسميت قارعة بصوت إسرافيل ؛ لأنه إذا نفخ في الصور مات جميع الخلائق من شدة صوت نفخته . وهي مبتدأ ، وخبره { ما القارعة } .

قرأ الجمهور بالرفع ، وقرئ بنصبها على تقدير احذروا القارعة ، والاستفهام للتفخيم والتعظيم لشأنها كما تقدم بيانه في قوله { الحاقة ما الحاقة } . وقيل : معنى الكلام على التحذير .

قال الزجاج : والعرب تحذر وتغري بالرفع كالنصب ، والحمل على معنى التفخيم والتعظيم أولى ، ويؤيده وضع الظاهر موضع المضمر ، فإنه أدل على هذا المعنى ، ويؤيده أيضا قوله : { وما أدراك ما القارعة } .