فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{الٓرۚ تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡمُبِينِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة يوسف عليه السلام

قيل هي مكية مائة وإحدي عشرة آية وهي مكية كلها . وقيل نزلت ما بين مكة والمدينة وقت الهجرة . وقال ابن عباس وقتادة إلا أربع آيات قال القرطبي : قال العلماء ذكر الله أقاصيص الأنبياء في القرآن وكررها بمعنى واحد في وجوه مختلفة بألفاظ متباينة على درجات البلاغة وقد ذكر قصة يوسف ولم يكررها فلم يقدر فخالف على معارضة ما تكرر ولا على معارضة ما لم يتكرر .

{ الر } قد تقدم الكلام فيه في فاتحة سورة ( يونس ) { تلك آيات الكتاب المبين } أي تلك الآيات التي أنزلت إليك في هذه السورة الظاهر أمرها إعجاز العرب وتبكيتهم والمبين من أبان بمعنى بأن أي الظاهر أمره في كونه عند الله ، وفي إعجازه بنوعيه لا سيما الإخبار عن الغيب ، أو الواضح معانيه للعرب بحيث لا يلتبس على قارئه وسامعه لنزوله على لغتهم أو بمعنى بين أي المبين لما فيه من الأحكام والشرائع وخفاء الملك والملكوت وأسرار النشأتين في الدارين ، أو المبين فيه قصص الأولين وشرح أحوال المتقدمين أو قد أبين فيها ما سألت عنه اليهود من قصة يوسف .

قال قتادة : مبين بينه الله ببركته ورشده فهذا من بان أي ظهر وقال الزجاج : مبين للحق من الباطل والحلال من الحرام فهذا من أبان بمعنى أظهر قال مجاهد : بين الله حلاله وحرامه وعن معاذ قال : بين الله الحروف التي سقطت عن ألسن الأعاجم وهي ستة أحرف .