{ وعلم آدم الأسماء كلها } سمي آدم لأنه خلق من أديم الأرض وهو وجهها وقيل لأنه كان آدم اللون ، والأدمة هي السمرة ، ولما خلق الله آدم وتم خلقه علمه أسماء الأشياء كلها قال في الكشاف وما آدم إلا اسم أعجمي وأقرب أمره أن يكون على فاعل كآزر وعازر وشالخ وفالع وأشباه ذلك أه واشتقاقه من الأدمة وغيرها تعسف قاله البيضاوي ، وقال السمين بعد كلام طويل أن ادعاء الاشتقاق فيه بعيد لأن الأسماء الأعجمية لا يدخلها اشتقاق ولا تصريف أه .
والأسماء هي العبارات والمراد أسماء المسميات قال بذلك أكثر العلماء ، وهو المعنى الحقيقي للإسم والتأكيد بقوله { كلها } يفيد أنه علمه جميع الأسماء ولم يخرج ، عن هذا شيء منها كائنا ما كان ، وقال ابن جرير إنها أسماء الملائكة وأسماء ذرية آدم ، ثم رجح هذا وهو غير راجح ، وقيل صنعة كل شيء قال ابن عباس علمه اسم كل شيء حتى القصعة والقصيعة ، وقيل خلق الله كل شيء من الحيوان والجماد وغير ذلك وعلم آدم الأسماء كلها فقال يا آدم هذا بعير ، وهذا فرس وهذه شاة حتى أتى على آخرها ، وقيل علمه اللغات كلها أي جميع اللغات لكن بنوه تفرقوا في اللغات فحفظ بعضهم العربية ونسي غيرها ، والمراد علم الأسماء لفظا ومعنى ، مفردا ومركبا ، حقيقة ومجازا ، والمراد بالإسم ما يدل على معنى ذاتا كان أو عرضا ، فهو أعم من الإسم والفعل والحرف ، وقال في المظهري وعندي أن الله علم آدم الأسماء الإلهية كلها ثم رجح هذا بكلام طويل وهو غير راجح مع ما فيه من البعد والتكلف ، ولم يقل به أحد من المفسرين ، ويأباه ظاهر النظم وسياقه ، واستدل بالآية من قال إن اللغات توقيفية وضعها الله وعلمها بالوحي .
{ ثم عرضهم على الملائكة } يعني تلك الأشخاص ، وإنما قال عرضهم ولم يقل عرضها لتغليب العقلاء عليهم ، واختلف أهل العلم هل عرض على الملائكة المسميات أو الأسماء ، والظاهر الأول لأن عرض نفس الأسماء غير واضح ، وعرض الشيء إظهاره ، قال ابن عطية والذي يظهر أن الله علم آدم الأسماء وعرض عليه مع ذلك الأجناس أشخاصا ثم عرض تلك على الملائكة وسألهم عن أسماء مسمياتها التي قد تعلمها آدم فقال لهم آدم هذا اسمه كذا ، وهذا اسمه كذا ، قال الماوردي فكان الأصح توجه العرض إلى المسمى ، ثم في زمن عرضهم قولان " أحدهما " أنه عرضهم بعد أن خلقهم " الثاني " أنه صورهم بقلوب الملائكة ثم عرضهم .
{ فقال أنبؤني } أي أخبروني أمر تعجيز ، والنبأ خبر ذو فائدة عظيمة وإيثاره على الإخبار للإيذان برفعة شأن الأسماء وعظم خطرها { بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين } أني لم أخلق خلقا إلا كنتم أفضل منهم وأعلم ، أمره سبحانه للملائكة بهذا القصد التبكيت لهم مع علمه بأنهم يعجزون عن ذلك
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.