{ وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ } تأكيد للشرطية مسوق لتقريرها ، والعذاب قيل هو الجوع الذي أصابهم في سني القحط ، وقيل المرض وقيل القتل يوم بدر ، واختاره الزجاج . وقيل الموت ، وقيل المراد من أصابه العذاب من الأمم الخالية .
{ فَمَا اسْتَكَانُوا } أي ما خضعوا ولا تذللوا { لِرَبِّهِمْ } بل أقاموا على ما كانوا فيه من التمرد على الله والانهماك في معاصيه { وَمَا يَتَضَرَّعُونَ } أي وما يخشعون لله في الشدائد عند إصابتها لهم ولا يدعونه لرفع ذلك .
أخرج النسائي والطبراني والحاكم وصححه وغيرهم عن ابن عباس قال : جاء أبو سفيان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " يا محمد أنشدك الله والرحم فقد أكلنا العلهز " يعني الوبر بالدم ، فأنزل الله { وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ } إلى آخر الآية{[1263]} ، وأصل الحديث في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا قريش حين استعصوا فقال : ( اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف ) الحديث{[1264]} ، وأخرج البيهقي وغيره عن ابن عباس أن ابن أثال الحنفي لما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أسير فخلى سبيله لحق باليمامة فحال بين أهل مكة وبين الميرة من اليمامة حتى أكلت قريش العلهز ، فجاء أبو سفيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " أليس تزعم أنك بعثت رحمة للعالمين ؟ قال : بلى قال : فلقد قتلت الآباء بالسيف والأبناء بالجوع " فأنزل الله هذه الآية .
وعن علي بن أبي طالب في الآية قال : " أي لم يتواضعوا في الدنيا ولم يخضعوا ولو خضعوا لله لاستجاب لهم " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.