{ إن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم } أي : ما لا علم لك بشركته ، وذكر هذا القيد موافقة للواقع ، ولا مفهوم ( مخالفته ) له ، إذ ليس لله شريك يعلم لأنه مستحيل { فلا تطعمها } في ذلك لأنه لا طاعة للمخلوق في معصية الخالق ، وجملة هذا الباب أن طاعة الأبوين لا تراعى في ركوب كبيرة ، ولا ترك فريضة على الأعيان ؛ وتلزم طاعتهما في المباحات ، وقد قدمنا تفسير الآية ، وسبب نزولها في سورة العنكبوت ، قال سعد بن أبي وقاص : نزلت فيّ هذه الآية ، وعن أبي هريرة مثله ، وعليه جماعة من المفسرين .
{ وصاحبهما في الدنيا } أي : في أمورها التي لا تتعلق بالدين ، ما دمت حيا صحابا { معروفا } ببرهما إن كانا على دين يقران عليه وقيل : صاحبهما بمعروف وهو البر والصلة ، والعشرة الجميلة ، والخلق الجميل ، والحلم والاحتمال ، وما يقتضيه مكارم الأخلاق ، ومعالي الشيم .
{ واتبع سبيل من أناب } أي : رجع { إليّ } والخطاب لسائر المكلفين ، أي : اتبع أيها المكلف دين من أقبل إلى طاعتي من عبادي الصالحين ، بالتوبة والإخلاص ، وهو النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، قيل : يعني أبا بكر الصديق رضي الله تعالى عنه ، قال : ابن عباس وذلك حين أسلم أتاه عثمان وطلحة والزبير ، وسعد بن أبي وقاص ، وعبد الرحمان بن عوف ، وقالوا له : قد صدقت هذا الرجل ، وآمنت به ؟ قال : نعم إنه صادق ، فآمنوا به ثم حملهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم حتى أسلموا فهؤلاء لهم سابقة الإسلام اسلموا بإرشاد أبي بكر .
{ ثم إليّ } لا إلى غيري { مرجعكم } جميعا أي : أنت ووالدك ومن أناب إليّ { فأنبئكم } أخبركم عند رجوعكم إليّ { بما كنتم تعملون } من خير أو شر ، فأجازي كل عامل بعمله ، ثم شرع سبحانه في حكاية بقية كلام لقمان في وعظه لابنه فقال :
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.