{ ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما ( 129 ) }
{ ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء{[549]} } أخبر سبحانه بنفي استطاعتهم للعدل بين النساء على الوجه الذي لا يميل فيه البتة لما جلبت عليه الطباع البشرية من ميل النفس إلى هذه في المحبة ونقصان هذه ، وذلك بحكم الخلقة بحيث لا يملكون قلوبهم ولا يستطيعون توقيف أنفسهم على التسوية ، ولهذا كان يقول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم اللهم : هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك{[550]} ، رواه ابن أبي شيبة وأحمد وأبوداود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن المنذر عن عائشة وإسناده صحيح .
قال ابن مسعود : العدل بين النساء الجماع ، وقال الحسن : الحب وكذا المحادثة والمجالسة والنظر إليهن والتمتع { ولو حرصتم } يعني على العدل والتسوية بينهن في الحب وميل القلب .
{ فلا تميلوا كل الميل } إلى التي تحبونها في القسم والنفقة ، ولما كانوا لا يستطيعون ذلك ولو حرصوا عليه وبالغوا فيه نهاهم عز وجل عن أن يميلوا كل الميل ، لأن ترك ذلك وتجنب الجور كل الجور في وسعهم وداخل تحت طائفتهم ، فلا يجوز لهم أن يميلوا عن إحداهن إلى الأخرى كل الميل .
{ فتذروها } أي الأخرى الممال عنها { كالمعلقة } التي ليست ذات زوج ولا مطلقة تشبيها بالشيء هو معلق غير مستقر على شيء لا في السماء ولا في الأرض ، أي لا أيما ولا ذات زوج ، وقرأ أبي بن كعب فتذروها كالمسجونة لا هي مخلصة فتتزوج ، ولا هي ذات بعل فيحسن إليها .
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد وأهل السنن عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كانت له امرأتان فمال على إحداهما جاء يوم القيامة وأحد شقيه ساقط{[551]} .
{ وإن تصلحوا } ما أفسدتم من الأمور التي تركتم ما يجب عليكم فيها من عشرة النساء والعدل بينهن في القسم والحب { وتتقوا } الجور في القسم وكل الميل الذي نهيتم عنه { فإن الله كان غفورا رحيما } بكم لا يؤاخذكم بما فرط منكم من الميل إلى بعضهن دون بعض .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.