فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ ٱلدُّنۡيَا فَعِندَ ٱللَّهِ ثَوَابُ ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ سَمِيعَۢا بَصِيرٗا} (134)

{ من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والآخرة وكان الله سميعا بصيرا ( 134 ) يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلو أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا ( 135 ) }

{ من كان يريد ثواب الدنيا } هو من يطلب بعمله شيئا من الدنيا كالمجاهد يطلب الغنيمة دون الأجر { فعند الله } أي فما باله يقتصر على أدنى الثوابين وأحقر الأجرين وهلا طلب بعمله ما عند الله سبحانه وهو { ثواب الدنيا والآخرة } فيحرزهما جميعا ويفوز بهما ، ظاهر الآية العموم ، وقال ابن جرير الطبري : إنها خاصة بالمشركين والمنافقين { وكان الله سميعا } أي يسمع ما يقولونه { بصيرا } أي يبصر ما يفعلونه ، وهذا تذييل بمعنى التوبيخ .