فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{يَوۡمَئِذٖ يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ ٱلرَّسُولَ لَوۡ تُسَوَّىٰ بِهِمُ ٱلۡأَرۡضُ وَلَا يَكۡتُمُونَ ٱللَّهَ حَدِيثٗا} (42)

{ يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول } فيما أمرهم به من التوحيد { لو تسوى بهم الأرض } وقرئ تسوى بفتح التاء وتشديد السين وبفتحها وتخفيف السين أي أن الأرض هي التي تسوى بهم أي أنهم تمنوا لو انفتحت لهم الأرض فساخوا فيها ، وقيل بهم بمعنى عليهم ، وعلى القراءة الأولى أي بالبناء للمفعول معناه لو سوى الله بهم الأرض فيجعلهم والأرض سواء حتى لا يبعثوا .

{ ولا يكتمون الله حديثا } أي أنهم لا يقدرون على الكتم في مواطن دون مواطن ، قال ابن عباس لا يكتمون أي بجوارحهم ولا يقدرون على ذلك يعني تشهد عليهم الجوارح والأعضاء والزمان والمكان فلم يستطيعوا الكتمان ، قال الزجاج : هذا كلام مستأنف لأن ما علموه ظاهر عند الله لا يقدرون على كتمانه ، وقال بعضهم : المعنى يودون أن الأرض سويت بهم وأنهم لم يكتموا حديثا لأنه ظهر كذبهم .