{ فبعث الله غرابا يبحث في الأرض } أي يحفرها وينثر ترابها وينبش بمنقاره برجليه ويثيره على غراب ميت معه حتى واراه { ليريه } الله أو الغراب { كيف يواري سوءة أخيه } أي عورته وجيفته وما لا يجوز أن ينكشف من جسده ، قيل : إنه لما قتل أخاه لم يدر كيف يواريه لكونه أول ميت مات من بني آدم ، فبعث الله غرابين أخوين فاقتتلا فقتل أحدهما صاحبه فحفر له ثم حثى عليه .
فلما رآه قابيل { قال يا ويلتا } كلمة تحسر وتحزن وتلهف وجزع ، والألف بدل من ياء المتكلم كأنه دعا ويلته أن تحضر في ذلك الوقت وتلزمه ، وقال الكرخي : أي يا هلاكي تعال ، والويلة الهلكة وتستعمل عند وقوع الداهية العظيمة ، وفيه اعتراف على نفسه باستحقاق العذاب ، وأصل النداء أن يكون لمن يعقل وقد ينادى ما لا يعقل مجازا .
{ أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب } الذي وارى الغراب الآخر ، والكلام خارج مخرج تعجب منه من عدم اهتدائه لمواراة أخيه كما اهتدى الغراب إلى ذلك { فأواري سوءة أخي } يعني فأستر جيفته وعورته عن الأعين { فأصبح من النادمين } قيل لم يكن ندمه ندم توبة بل ندم لفقده لا على قتله وقيل غير ذلك .
روي أنه لما قتله اسود جسده وكان أبيض ، فالسودان من ولده وكان آدم يومئذ بمكة فاشتاك الشجر وتغيرت الأطعمة وحمضت الفواكه فقال آدم قد حدث في الأرض حدث ، فأتى الهند فوجد قابيل قد قتل هابيل ، قال الزمخشري ويروى أنه رثاه بشعر ، وهو كذب بحت ، وما الشعر إلا محول ملحون ، وقد صح أن الأنبياء عليهم السلام معصومون من الشعر .
قال الرازي : ولقد صدق صاحب الكشاف فيما قال فإن ذلك الشعر في غاية الركاكة لا يليق إلا بالحمقاء من المتعلمين فكيف ينسب إلى من جعل الله علمه حجة على الملائكة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.