فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{رَّبُّ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَٱتَّخِذۡهُ وَكِيلٗا} (9)

{ رب المشرق والمغرب } قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر وابن عامر بجر { رب } على النعت لربك أو البدل منه أو البيان له ، وقرأ الباقون برفعه على أنه مبتدأ وخبره .

{ لا إله إلا هو } أو على أنه خبر مبتدأ محذوف أي هو رب الخ وقرأ زيد بن علي بنصبه على المدح ، وقرأ الجمهور المشرق والمغرب مفردين ، وقرأ ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم المشارق والمغارب على الجمع ، وقد قدمنا تفسير المشرق والمغرب والمشرقين والمغربين والمشارق والمغارب .

{ فاتخذه وكيلا } أب أذا عرفت أنه المختص بالربوبية فاتخذه قائما بأمورك وعول عليه في جميعها ، وقيل كفيلا بما وعدك من الجزاء والنصر ، وفائدة الفاء أن لا تلبث بعد أن عرفت في تفويض الأمور إلى الواحد القهار إذ لا عذر لك في الانتظار بعد الإقرار .

قال البقاعي وليس ذلك بأن يترك الإنسان كل عمل فإن ذلك طمع فارغ بل بالإجمال في طلب كل ما ندب الإنسان على طلبه ليكون متوكلا في السبب ، منتظرا المسبب ، فلا يهمل الأسباب ويتركها طامعا في المسببات ، لأنه حينئذ يكون كمن يطلب الولد من غير زوجة ، وهو مخالف لحكمة هذه الدار المبنية على الأسباب .