الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ إِلَّا رِجَالٗا نُّوحِيٓ إِلَيۡهِم مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡقُرَىٰٓۗ أَفَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۗ وَلَدَارُ ٱلۡأٓخِرَةِ خَيۡرٞ لِّلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ} (109)

أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم من أهل القرى } أي ليسوا من أهل السماء كما قلتم .

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ ، عن ابن جريج - رضي الله عنه - في قوله { وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم } قال : إنهم قالوا { ما أنزل الله على بشر من شيء } [ الأنعام : 91 ] وقوله { وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين } { وما تسألهم عليه من أجر } وقوله { وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها } وقوله { أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله } وقوله { أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم } قال : كل ذلك قال لقريش أفلم يسيروا في الأرض فينظروا في آثارهم فيعتبروا ويتفكروا .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله { وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم من أهل القرى } قال : ما نعلم أن الله أرسل رسولاً قط إلا من أهل القرى ، لأنهم كانوا أعلم وأحكم من أهل العمود .

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن - رضي الله عنه - في قوله { أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم } قال : فينظروا كيف عذب الله قوم نوح وقوم لوط وقوم صالح والأمم التي عذب .