الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{مُهۡطِعِينَ مُقۡنِعِي رُءُوسِهِمۡ لَا يَرۡتَدُّ إِلَيۡهِمۡ طَرۡفُهُمۡۖ وَأَفۡـِٔدَتُهُمۡ هَوَآءٞ} (43)

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { مهطعين } قال : يعني بالاهطاع النظر من غير أن تطرف { مقنعي رؤوسهم } قال : الإقناع رفع رؤوسهم { لا يرتد إليهم طرفهم } قال : شاخصة أبصارهم { وأفئدتهم هواء } ليس فيها شيء من الخير فهي كالخربة .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن مجاهد رضي الله عنه { مهطعين } قال : مديمي النظر .

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر ، عن قتادة { مُهْطِعِين } قال : مسرعين .

وأخرج ابن الأنباري في الوقف ، عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله { مُهْطِعِين } ما المهطع ؟ قال : الناظر . قال فيه الشاعر :

إذا دعانا فأهطعنا لدعوته *** داع سميع فلفونا وساقونا

قال : فأخبرني عن قوله { مقنعي رؤوسهم } ما المقنع ؟ قال : الرافع رأسه . قال فيه كعب بن زهير :

هجان وحمر مقنعات رؤوسها . . . وأصفر مشمول من الزهر فاقع

وأخرج ابن الأنباري عن تميم بن حذام رضي الله عنه في قوله { مهطعين } قال : هو التجميح ، والعرب تقول للرجل إذا قبض ما بين عينيه : لقد جمح .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر ، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله { مقنعي رؤوسهم } قال : رافعي رؤوسهم ، يجيئون وهم ينظرون { لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء } تمور في أجوافهم إلى حلوقهم ، ليس لها مكان تستقر فيه .

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله { وأفئدتهم هواء } قال : ليس فيها شيء ، خرجت من صدورهم فشبت في حلوقهم .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مرة رضي الله عنه { وأفئدتهم هواء } قال : متخرقة لا تعي شيئاً .

وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي صالح رضي الله عنه قال : يحشر الناس هكذا ، ووضع رأسه وأمسك بيمينه على شماله عند صدره .