أخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمناً واجنبني وبنيَّ أن نعبد الأصنام } قال : فاستجاب الله تعالى لإِبراهيم عليه السلام دعوته في ولده ، فلم يعبد أحد من ولده صنماً بعد دعوته ، وجعل هذا البلد آمناً ، ورزق أهله من الثمرات ، وجعله إماماً ، وجعل من ذريته من يقيم الصلاة ، وتقبل دعاءه ، وأراه مناسكه وتاب عليه .
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إني دعوت للعرب ، فقلت : اللهم من لقيك منهم مؤمناً موقناً بك مصدقاً بلقائك ، فاغفر له أيام حياته . وهي دعوة أبينا إبراهيم ، ولواء الحمد بيدي يوم القيامة ، ومن أقرب الناس إلى لوائي يومئذ العرب » .
وأخرج أبو نعيم في الدلائل ، عن عقيل بن أبي طالب ، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أتاه الستة النفر من الأنصار ، جلس إليهم عند جمرة العقبة ، فدعاهم إلى الله وإلى عبادته والمؤازرة على دينه ، فسألوه أن يعرض عليهم ما أوحيَ إليه ، فقرأ من سورة إبراهيم { وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمناً واجنبني وبني أن نعبد الأصنام . . . } إلى آخر السورة . فرق القوم وأخبتوا حين سمعوا منه ما سمعوا وأجابوه .
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن إبراهيم التيمي قال : من يأمن البلاء بعد قول إبراهيم { واجنبني وبني أن نعبد الأصنام } ؟ .
وأخرج عن سفيان بن عيينة قال : لم يعبد أحد من ولد إسماعيل الأصنام لقوله { واجنبني وبني أن نعبد الأصنام } قيل : فكيف لم يدخل ولد إسحق وسائر ولد إبراهيم ؟ قال : لأنه دعا لأهل هذا البلد أن لا يعبدوا الأصنام ودعا لهم بالأمن . فقال { اجعل هذا البلد آمناً } ولم يدع لجميع البلدان بذلك . وقال { واجنبني وبني أن نعبد الأصنام } فيه وقد خص أهله وقال { ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.