الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{ٱللَّهُ يَسۡتَهۡزِئُ بِهِمۡ وَيَمُدُّهُمۡ فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ} (15)

وأخرج ابن المنذر عن أبي صالح في قوله { الله يستهزئ بهم } قال : يقال : لأهل النار وهم في النار اخرجوا ، وتُفتح لهم أبواب النار ، فإذا رأوها قد فتحت أقبلوا إليها يريدون الخروج والمؤمنون ينظرون إليهم على الأرائك ، فإذا انتهوا إلى أبوابها غلقت دونهم . فذلك قوله { الله يستهزئ بهم } ويضحك عليهم المؤمنون حين غلقت دونهم . فذلك قوله { فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون ، على الأرائك ينظرون ) ( المطففون الآية 34 - 35 ) الآية .

وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود في قوله { ويمدهم } قال : يملي لهم { في طغيانهم يعمهون } قال : في كفرهم يتمادون .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { يعمهون } قال : يتمادون .

وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل { يعمهون } قال : يلعبون ويترددون . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم . أما سمعت قول الشاعر :

أراني قد عمهت وشاب رأسي وهذا اللعب شين بالكبير

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله { ويمدهم } قال : يزيدهم { في طغيانهم يعمهون } قال : يلعبون ويترددون في الضلالة .