الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{لِّيَشۡهَدُواْ مَنَٰفِعَ لَهُمۡ وَيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡلُومَٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِۖ فَكُلُواْ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡبَآئِسَ ٱلۡفَقِيرَ} (28)

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس رضي الله عنهما { ليشهدوا منافع لهم } قال : أسواقاً كانت لهم . ما ذكر الله منافع إلا الدنيا .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { ليشهدوا منافع لهم } قال : منافع في الدنيا ومنافع في الآخرة . فأمّا منافع الآخرة ، فرضوان الله عز وجل . وأما منافع الدنيا ، فما يصيبون من لحوم البدن في ذلك اليوم والذبائح والتجارات .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه { ليشهدوا منافع لهم } قال : الأجر في الآخرة والتجارة في الدنيا .

وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل رضي الله عنه في قوله { ويذكروا اسم الله } قال : فيما ينحرون من البدن .

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه { ويذكروا اسم الله } قال : كان يقال : إذا ذبحت نسيكتك فقل بسم الله والله أكبر ، اللهم هذا منك ولك عن فلان ، ثم كل وأطعم كما أمرك الله : الجار والأقرب فالأقرب .

وأخرج أبو بكر المروزي في كتاب العيدين وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : الأيام المعلومات ، أيام العشر .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : الأيام المعلومات : يوم النحر وثلاثة أيام بعده .

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما { في أيام معلومات } يعني أيام التشريق .

وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه { في أيام معلومات } يعني أيام التشريق { على ما رزقهم من بهيمة الأنعام } يعني البدن .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عمر رضي الله عنه قال : الأيام المعلومات والمعدودات ، هن جميعهن أربعة أيام . فالمعلومات ، يوم النحر ويومان بعده . والمعدودات ، ثلاثة أيام بعد يوم النحر .

وأخرج ابن المنذر عن علي رضي الله عنه قال : الأيام المعلومات ، يوم النحر وثلاثة أيام بعده .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { في أيام معلومات } قال : قبل يوم التروية بيوم ، ويوم التروية ، ويوم عرفة .

وأخرج عبد بن حميد عن عطاء ومجاهد رضي الله عنه قال : الأيام المعلومات ، أيام العشر .

وأخرج عن سعيد بن جبير والحسن رضي الله عنه مثله .

وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن إبراهيم رضي الله عنه قال : كان المشركون لا يأكلون من ذبائح نسائكهم ، فأنزل الله { فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير } فرخص للمسلمين ، فمن شاء أكل ومن شاء لم يأكل .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه ، عن مجاهد في الآية قال : هي رخصة ، إن شاء أكل وإن شاء لم يأكل . بمنزلة قوله : { وإذا حللتم فاصطادوا } .

وأخرج عبد بن حميد عن عطاء { فكلوا منها وأطعموا } قال : إذا ذبحتم فاهدوا وكلوا وأطعموا وأقلوا لحوم الأضاحي عندكم .

وأخرج عبد بن حميد عن أبي صالح الحنفي رضي الله عنه { فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير } قال : هي في الأضاحي .

وأخرج عبد بن حميد عن عطاء رضي الله عنه قال : إن شاء أكل من الهدي والأضحية ؛ وإن شاء لم يأكل .

وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { فكلوا منها } أن ابن مسعود كان يقول للذي يبعث : بهديه معه : كُلْ ثلثاً ، وتصدق بالثلث ، واهد لآل عتبة ثلثاً .

وأخرج ابن أبي حاتم عن جابر بن عبد الله قال : نحر رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل جزور بضعة ، فجعلت في قدر فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي من اللحم وحسوا من المرق . قال سفيان : لأن الله يقول { فكلوا منها } .

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله { وأطعموا البائس } قال : الزمن .

وأخرج الطستي عن ابن عباس ، أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قول الله { وأطعموا البائس الفقير } قال : { البائس } الذي لم يجد شيئاً من شدة الحاجة . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم ، أما سمعت طرفة وهو يقول :

يغشاهم البائس المدقع *** والضيف وجار مجاور جنب

وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة ومجاهد قالا { البائس } الذي يمد كفيه إلى الناس يسأل .

وأخرج ابن أبي حاتم وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه قال : { البائس } المضطر الذي عليه البؤس و { الفقير } الضعيف .

وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله و{ البائس الفقير } قال : هما سواء .

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال : { البائس الفقير } الذي به زمانه وهو فقير .