الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{لِّيَشۡهَدُواْ مَنَٰفِعَ لَهُمۡ وَيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡلُومَٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِۖ فَكُلُواْ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡبَآئِسَ ٱلۡفَقِيرَ} (28)

وقوله سبحانه : { وَيَذْكُرُوا اسم الله في أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ على مَا رَزَقَهُمْ مِّن بَهِيمَةِ الأنعام } [ الحج : 28 ] .

ذهب قوم إلى : أَنَّ المراد ذكر اسم اللّه على النَّحْرِ والذبح ، وقالوا : إنَّ في ذكر الأيام دليلاً على أنَّ الذبح في الليل لا يجوزُ ، وهو مذهب مالكٍ وأصحابِ الرأي ، وقالت فرقة فيها مالك وأصحابُه : الأيام المعلوماتُ : يومُ النحر ويومانِ بعده .

وقوله : { فَكُلُوا } ندبٌ ، واستحب أهل العلم أن يأكلَ الإنسانُ مِنْ هَدْيِهِ وأَضْحِيَّتِهِ ، وأنْ يتصدَّقَ بالأكثر ، والبائس : الذي قد مَسَّهُ ضُرُّ الفاقة وبؤسها ، والمراد أهل الحاجة ، والتفث : ما يصنعه المُحْرِمُ عند حِلِّهِ من تقصيرِ شعر وحلقه ، وإزالة شعث ونحوه .