فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{لِّيَشۡهَدُواْ مَنَٰفِعَ لَهُمۡ وَيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡلُومَٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِۖ فَكُلُواْ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡبَآئِسَ ٱلۡفَقِيرَ} (28)

{ وَيَذْكُرُوا اسم الله فِي أَيَّامٍ معلومات } أي يذكروا عند ذبح الهدايا والضحايا اسم الله . وقيل : إن هذا الذكر كناية عن الذبح ؛ لأنه لا ينفك عنه . والأيام المعلومات هي : أيام النحر ، كما يفيد ذلك قوله : { على مَا رَزَقَهُمْ من بَهِيمَةِ الأنعام } . وقيل : عشر ذي الحجة . وقد تقدّم الكلام في الأيام المعلومات والمعدودات في البقرة فلا نعيده ، والكلام في وقت ذبح الأضحية معروف في كتب الفقه وشروح الحديث . ومعنى : { على ما رزقهم } : على ذبح ما رزقهم من بهيمة الأنعام ، وهي الإبل والبقر والغنم ، وبهيمة الأنعام هي الأنعام ، فالإضافة في هذا كالإضافة في قولهم : مسجد الجامع وصلاة الأولى { فَكُلُوا مِنْهَا } الأمر هنا للندب عند الجمهور ، وذهبت طائفة إلى أن الأمر للوجوب ، وهذا التفات من الغيبة إلى الخطاب { وَأَطْعِمُوا البائس الفقير } البائس : ذو البؤس وهو شدة الفقر ، فذكر الفقير بعده ؛ لمزيد الإيضاح . والأمر هنا للوجوب . وقيل : للندب .

/خ29