قوله : «لِيَشْهَدُوا » يجوز في هذه اللام{[30962]} وجهان :
أحدهما : أن تتعلق ب «أَذِّنْ » ، أي : أذن ليشهدوا .
والثاني : أنها متعلقة ب «يَأْتُوكَ » . وهو الأظهر{[30963]} .
قال الزمخشري : ونكر «مَنَافِعَ » لأنه أراد منافع مختصة بهذه العبادة دينية ودنيوية لا توجد في غيرها من العبادات{[30964]} . قل سعيد بن المسيب{[30965]} ومحمد بن علي الباقر{[30966]} :
المنافع : هي العفو والمغفرة وقال سعيد بن جبير : التجارة ، وهي رواية ابن زيد .
وعن ابن عباس قال : الأسواق . وقال مجاهد : التجارة وما يرضى الله به من أمر الدنيا والآخرة{[30967]} . { وَيَذْكُرُواْ اسم الله في أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ } قال الأكثرون : هي عشر ذي الحجة قيل لها «مَعْلُومَات » للحرص على علمها{[30968]} بحسابها من أجل وقت الحج في آخرها {[30969]} .
والمعدودات : أيام التشريق{[30970]} . وروي عن علي : أنها يوم النحر وثلاثة أيام بعده{[30971]} ، وهو اختيار الزجاج{[30972]} . لأن الذكر على «بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ » يدل على التسمية على نحرها . والنحر للهدايا إنما يكون في هذه الأيام . وروى عطاء عن ابن عباس : أنها يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق{[30973]} . وقيل : عبر عن الذبح والنحر بذكر اسم الله ؛ لأن المسلمين لا ينفكون عن ذكر اسم الله إذا نحروا{[30974]} . ثم قال : { على مَا رَزَقَهُمْ مِّن بَهِيمَةِ الأنعام } يعني الهدايا والضحايا تكون من النعم ، وهي الإبل والبقرة والغنم{[30975]} . قال الزمخشري : البهيمة المبهمة في كل ذات أربع في البر والبحر ، فبينت بالأنعام وهي : الإبل والبقر والغنم{[30976]} .
قوله : «فَكُلُوا مِنْهَا » . قيل : هذا أمر وجوب ، لأن أهل الجاهلية كانوا لا يأكلون من لحوم هداياهم شيئاً تَرَفُّقاً على الفقراء . وقيل : هذا أمر إباحة{[30977]} . واتفق العلماء{[30978]} على أن الهدي إذا كان تطوعاً كان للمُهْدِي أن يأكل منه ، وكذلك أضحية التطوع ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر أن يؤخذ من كل جزور بضعه ، فطبخت ، وأكل لحمها ، وحسي من مرقها ، وكان هذا تطوعاً . واختلفوا في الهدي الواجب في النذور والكفارات والجبرانات للنقصان مثل دم القران ودم التمتع ودم الإساءة ودم التقليم والحلق ، والواجب{[30979]} بإفساد الحج وفواته وجزاء الصيد{[30980]} . فقال الشافعي وأحمد : لا يأكل منه{[30981]} . وقال ابن عمر : لا يأكل من جزاء الصيد والنذور{[30982]} ، ويأكل مما سواهما{[30983]} . وقال مالك : يأكل من هدي التمتع ، ومن كل هدي وجب عليه إلا من فدية الأذى وجزاء الصيد والمنذور{[30984]} . وعند أصحاب الرأي : يأكل من دم التمتع والقران ولا يأكل من واجب سواهما{[30985]} .
قوله : { وَأَطْعِمُواْ البائس الفقير } . يعني الزمن الفقير الذي لا شيء له {[30986]} .
قال ابن عباس : البائس الذي ظهر بؤسه في ثيابه وفي{[30987]} وجهه ، والفقير الذي لا يكون كذلك فتكون ثيابه نقية ووجهه وجه غني{[30988]} . والبؤس شدة الفقر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.