بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{لِّيَشۡهَدُواْ مَنَٰفِعَ لَهُمۡ وَيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡلُومَٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِۖ فَكُلُواْ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡبَآئِسَ ٱلۡفَقِيرَ} (28)

ثم قال عز وجل : { لّيَشْهَدُواْ منافع لَهُمْ } ، يعني : الأجر في الآخرة في مناسكهم ؛ ويقال : وليحضروا مناحرهم وقضاء مناسكهم . { وَيَذْكُرُواْ اسم الله } ، يعني : ولكي يذكروا الله { فِى أَيَّامٍ معلومات } ، يعني : يوم النحر ويومين بعده ؛ وقال مجاهد وقتادة : المعلومات أيام العشر ، والمعدودات أيام التشريق ؛ وقال سعيد بن جبير : كلاهما أيام التشريق ؛ ويقال : المعلومات أيام النحر ، والمعدودات أيام التشريق ، وهو طريق الفقهاء وأشبه بتأويل الكتاب ، لأنه ذكر في أيام معلومات الذبح ، وذكر في أيام معدودات الذكر عند الرمي ، ورخص بتركه في اليوم الآخر بقوله : { واذكروا الله فى أَيَّامٍ معدودات فَمَن تَعَجَّلَ فِى يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتقى واتقوا الله واعلموا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } [ البقرة : 203 ] .

ثم قال : { على مَا رَزَقَهُمْ مّن بَهِيمَةِ الأنعام } ، يعني : ليذكروا اسم الله عند الذبح والنحر على ما رزقهم من بهيمة الأنعام ، وهو البقر والإبل والغنم . ثم قال : { فَكُلُواْ مِنْهَا } ، يعني : من لحوم الأنعام ، { وَأَطْعِمُواْ البائس الفقير } ؛ يعني : الضرير والزمن والفقير ، الذي ليس له شيء ؛ وقال الزجاج : البائس الذي أصابه البؤس وهو الشدة .