الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{ذَٰلِكَۖ وَمَن يُعَظِّمۡ حُرُمَٰتِ ٱللَّهِ فَهُوَ خَيۡرٞ لَّهُۥ عِندَ رَبِّهِۦۗ وَأُحِلَّتۡ لَكُمُ ٱلۡأَنۡعَٰمُ إِلَّا مَا يُتۡلَىٰ عَلَيۡكُمۡۖ فَٱجۡتَنِبُواْ ٱلرِّجۡسَ مِنَ ٱلۡأَوۡثَٰنِ وَٱجۡتَنِبُواْ قَوۡلَ ٱلزُّورِ} (30)

أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله { ذلك ومن يعظم حرمات الله } قال : الحرمة الحج والعمرة وما نهى الله عنه من معاصيه كلها .

وأخرج عبد بن حميد عن عطاء وعكرمة { ذلك ومن يعظم حرمات الله } قالا : المعاصي .

وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله { ومن يعظم حرمات الله } قال : الحرمات المشعر الحرام ، والبيت الحرام ، والمسجد الحرام ، والبلد الحرام .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن ماجة وابن أبي حاتم ، عن عياش بن أبي ربيعة المخزومي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «لن تزال هذه الأمة بخير ما عظموا هذه الحرمة حق تعظيمها - يعني مكة - فإذا ضيعوا ذلك هلكوا » .

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله { فاجتنبوا الرجس من الأوثان } يقول : اجتنبوا طاعة الشيطان في عبادة الأوثان { واجتنبوا قول الزور } يعني الافتراء على الله والتكذيب به .

وأخرج أحمد والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه ، «عن أيمن بن خريم قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً فقال : يا أيها الناس ، عدلت شهادة الزور إشراكاً بالله ثلاثاً ، ثم قرأ { فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور } .

وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن داود وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الشعب ، عن خريم بن فاتك الأسدي قال : «صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح ، فلما انصرف قائماً قال : عدلت شهادة الزور الإشراك بالله ثلاثاً ، ثم تلا هذه الآية { واجتنبوا قول الزور حنفاء لله غير مشركين به } » .

وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي ، عن أبي بكرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قلنا : بلى يا رسول الله . قال : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين - وكان متكئاً فجلس - فقال : ألا وقول الزور ! . . . ألا وشهادة الزور . . . » فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت .

وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني والخرائطي في مكارم الأخلاق والبيهقي ، عن ابن مسعود قال : شهادة الزور تعدل بالشرك بالله . ثم قرأ { فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور } .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن مجاهد { واجتنبوا قول الزور } قال : الكذب .

وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل { واجتنبوا قول الزور } يعني الشرك بالكلام . وذلك أنهم كانوا يطوفون بالبيت فيقولون في تلبيتهم : لبيك لا شريك لك إلا شريكاً هو لك تملكه وما ملك .