الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{لَكُمۡ فِيهَا مَنَٰفِعُ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗى ثُمَّ مَحِلُّهَآ إِلَى ٱلۡبَيۡتِ ٱلۡعَتِيقِ} (33)

32

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم ، عن مجاهد { ذلك ومن يعظم شعائر الله } قال : استعظام البدن واستسمانها واستحسانها { لكم فيها منافع إلى أجل مسمى } قال : ظهورها وأوبارها وأشعارها وأصوافها ، إلى أن تسمى هدياً . فإذا سميت هدياً ذهبت المنافع { ثم محلها } يقول : حين يسمى إلى البيت العتيق .

وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن الضحاك وعطاء في الآية قال : المنافع فيها ، الركوب عليها إذا احتاج ، وفي أوبارها وألبانها . والأجل المسمى : إلى أن تقلد فتصير بدناً { ثم محلها إلى البيت العتيق } قالا : إلى يوم النحر تنحر بمنى .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة في قوله { ثم محلها إلى البيت العتيق } قال : إذا دخلت الحرم فقد بلغت محلها .

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن محمد بن موسى في قوله { ذلك ومن يعظم شعائر الله } قال : الوقوف بعرفة من شعائر الله ، وبجمع من شعائر الله ، والبدن من شعائر الله ورمي الجمار من شعائر الله ، والحلق من شعائر الله . . . فمن يعظمها { فإنها من تقوى القلوب لكم فيها منافع إلى أجل مسمى } قال : لكم في كل مشعر منها منافع إلى أن تخرجوا منه إلى غيره { ثم محلها إلى البيت العتيق } قال : محل هذه الشعائر كلها ، الطواف بالبيت العتيق .

وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء ، أنه سئل عن شعائر الله قال : حرمات الله ، اجتناب سخط الله واتباع طاعته . فذلك شعائر الله .