فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{لَكُمۡ فِيهَا مَنَٰفِعُ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗى ثُمَّ مَحِلُّهَآ إِلَى ٱلۡبَيۡتِ ٱلۡعَتِيقِ} (33)

{ لَكُمْ فِيهَا منافع } أي في الشعائر على العموم ، أو على الخصوص ، وهي البدن كما يدلّ عليه السياق . ومن منافعها : الركوب والدرّ والنسل والصوف وغير ذلك { إلى أَجَلٍ مُّسَمًّى } وهو وقت نحرها { ثُمَّ مَحِلُّهَا إلى البيت العتيق } أي حيث يحلّ نحرها ، والمعنى : أنها تنتهي إلى البيت وما يليه من الحرم ، فمنافعهم الدنيوية المستفادة منها مستمرّة إلى وقت نحرها ، ثم تكون منافعها بعد ذلك دينية . وقيل : إن محلها ها هنا مأخوذ من إحلال الحرام ، والمعنى : أن شعائر الحجّ كلها من الوقوف بعرفة ورمي الجمار والسعي تنتهي إلى طواف الإفاضة بالبيت ، فالبيت على هذا مراد بنفسه .

/خ35