الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{لَكُمۡ فِيهَا مَنَٰفِعُ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗى ثُمَّ مَحِلُّهَآ إِلَى ٱلۡبَيۡتِ ٱلۡعَتِيقِ} (33)

{ إلى أَجَلٍ مُّسَمًّى } إلى أن تنحر ويتصدّق بلحومها ويؤكل منها . و { ثُمَّ } للتراخي في الوقت . فاستعيرت للتراخي في الأحوال . والمعنى : أن لكم في الهدايا منافع كثيرة في دنياكم ودينكم ، وإنما يعتدّ الله بالمنافع الدينية ، قال سبحانه : { تُرِيدُونَ عَرَضَ الدنيا والله يُرِيدُ الأخرة } [ الأنفال : 67 ] وأعظم هذه المنافع وأبعدها شوطاً في النفع : { محلها إلى البيت } أي وجوب نحرها . أو وقت وجوب نحرها في الحرم منتهية إلى البيت ، كقوله : { هَدْياً بالغ الكعبة } [ المائدة : 95 ] والمراد نحرها في الحرم الذي هو في حكم البيت ؛ لأن الحرم هو حريم البيت . ومثل هذا في الاتساع قولك : بلغنا البلد ، وإنما شارفتموه واتصل مسيركم بحدوده . وقيل : المراد بالشعائر : المناسك كلها ، و { مَحِلُّهَا إلى البيت العتيق } يأباه .