ثم قال تعالى : { لكم فيها منافع إلى أجل مسمى }[ 31 ] .
أي : لكم في البدن منافع قبل تسميتها بدنة وإشعارها . وذلك لبنها وركوب ظهورها ، وما يرزقون من نتاجها وشعرها ووبرها ، وقوله : { إلى أجل مسمى } أي : إلى وقت يوجبها صاحبها فيسميها ( بدنة ) ويقلدها ويشعرها ، فإذا فعل ذلك ، بطل ما كان له من النفع منها . هذا معنى قول ابن عباس وعطاء . وهو قول قتادة ، قال : ( إلى أجل مسمى ) أي : إلى أن{[46902]} تقلد فإذا قلدت ، فمحلها إلى البيت العتيق{[46903]} .
وعن عطاء{[46904]} أن المعنى : لكم في البدن التي أوجبتم هديها منافع ، وذلك ركوب ظهورها إذا احتجتم إلى ذلك ، وتشربون ألبانها إذا اضطررتم إلى ذلك ، ويحمل عليها المضطر غير منتهك لها .
وقوله : { إلى أجل مسمى } يعني إلى أن تنحر .
ويروى أن النبي صلى الله عليه وسلم{[46905]} كان يأمر بالبدن إذا احتاج إليها سيدها أن يحمل عليها ويركب غير منهوكة وإن نتجت أن يحمل عليها ولدها ، ولا يشرب من لبنها إلا فضلا عن ولدها . فإن كان في لبنها فضل فيشرب من أهداها ومن لم يهدها{[46906]} .
ومن جعل الشعائر : الأماكن المذكورة{[46907]} ، فالمعنى عنده : لكم فيها{[46908]} منافع إلى أجل مسمى ، أي : لكم في حضور هذه الأماكن منافع ، وذلك تجاراتهم وبيعهم ( إلى أجل مسمى ) أي : إلى الخروج والانتقال من هذه الشعائر إلى غيرها . هذا معنى قول ابن عباس .
وقال ابن زيد{[46909]} : معناه : { لكم فيها منافع } هو الأجر الذي ربحوا في تلك الأماكن .
ومعنى { إلى أجل مسمى } أي : إلى أيام معلومة ، فإذا ذهبت تلك الأيام ، لم يأت أحد تلك الأماكن يبتغي الأجر ، مثل عرفة ورمي الجمار ، ومزدلفة ، فإنما منافعها في تلك الأيام بعينها ، وهي الأجل المسمى .
ثم قال : { ثم محلها إلى البيت العتيق }[ 31 ] .
أي : ثم محل البدن أن يبلغ الحرم ، فتنحر بها .
وقيل{[46910]} : المعنى : ثم محلكم أيها الناس من مناسك حجكم إلى البيت العتيق إذا طفتم طواف الإطافة .
وقال ابن زيد{[46911]} : معناه : ثم محل{[46912]} أيام الحج إلى البيت العتيق . أي : إذا طافوا بالبيت طواف الإفاضة انقضت أيام الحج .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.