النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{لَكُمۡ فِيهَا مَنَٰفِعُ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗى ثُمَّ مَحِلُّهَآ إِلَى ٱلۡبَيۡتِ ٱلۡعَتِيقِ} (33)

قوله عز وجل : { لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى } فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : أن المنافع التجارة ، وهذا قول من تأول الشعائر بأنها مناسك الحج ، والأجل المسمى العود .

والثاني : أن المنافع الأجر ، والأجل المسمى القيامة ، وهذا تأويل من تأولها بأنها الدين .

والثالث : أن المنافع الركوب والدر والنسل ، وهذا قول من تأولها بأنها الهَدْي . فعلى هذا في الأجل المسمى وجهان :

أحدهما : أن المنافع قبل الإِيجاب وبعده ، والأجل المسمى هو النحر ، وهذا قول عطاء{[2020]} .

{ ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعتِيقِ } إن قيل إن الشعائر هي مناسك الحج ففي تأويل قوله : { ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ } وجهان :

أحدهما : مكة ، وهو قول عطاء .

والثاني : الحرم كله محل لها ، وهو قول الشافعي .

وإن قيل إن الشعائر هي الدين كله فيحتمل تأويل قوله : { ثم محلها إلى البيت العتيق } أن محل ما اختص منها بالأجر له هو البيت العتيق .


[2020]:لم يذكر الوجه الثاني، وفي تفسير القرطبي: أن بعث الهدي هو الأجل المسمى.